رئيس التحرير
عصام كامل

أكذوبة تحالف 30 يونيو


عزيزي القارئ كنت أود أن أستكمل سلسلة مقالاتي عن القائمة الموحدة، لكن يقاطعنا حدث مهم خلال أيام لي معه الكثير من الذكريات والكواليس والأخطار التي كانت تحيط بالشباب، وهم يستكملون الطريق نحو الحلم الكبير نحو دولتهم الديمقراطية الحديثة، نستقبل بعد أيام قليلة ذكرى 30 يونيو، تلك الموجة الثورية المكملة لثورة 25 يناير العظيمة، ولا أخفيكم قولًا إنني سكت طويلًا عما يردده البعض عن ما يسمى بتحالف 30 يونيو، وأن هذا التحالف هو الذي أسقط جماعة الإخوان الإرهابية، وأزاح محمد مرسي عن سدة الحكم.


وبما أنني وبكل فخر وشرف، شاركت زملائي ثوار 25 يناير في التخطيط والدعوة لـ30 يونيو، بل قمنا بصياغة خارطة الطريق التي قرأها حرفيًا وقتها وزير الدفاع الفريق عبد الفتاح السيسي، وأعني حرفيًا أنه قرأها نصًا وحرفًا كما صغناها تمامًا، أتساءل ما هو تحالف 30 يونيو؟؟.. وما هي مكوناته التي يدعي البعض أنها تنهار؟؟.. من أين جئتم بهذا المسمى؟؟

فقد بدأ ثوار يناير وحدهم ووحدهم فقط، بمساندة الشعب المصري، بزحزحة وخلخلة جماعة الإخوان الإرهابية بداية من الدعوة لجمعة كشف الحساب التي دعا إليها اتحاد شباب الثورة، وهو الكيان الذي أنتمي إليه، الذي أسس في الـ18 يوم الأولى في يناير المجيدة، ومطالبة مرسي وقتها بكشف إنجازاته في المائه يوم الأولى من حكمه، كما ذكر في برنامجه الانتخابي، ثم توالت الوقفات والمسيرات التي دعت إليها القوى الثورية ثم مررنا بالإعلان الدستوري المدمر ثم الدعوات للاتحادية، ثم بدأنا بتشكيل تكتل القوى الثورية الذي توحدت فيه عدد من الحركات الثورية المعروفة، وبعض الأحزاب التي دعت فور تشكيلها إلى مسيرات ضخمة نحو مكتب الإرشاد في المقطم، ودعت إلى يوم 6/30، كل ذلك قبل ظهور حركة تمرد ثم جاءت فكرة تمرد التي التففنا كلنا حولها إلى أن وصلنا إلى اليوم الموعود 6/30.

كل ذلك عزيزي القارئ تاريخ مسجل صوت وصورة على صفحات الإنترنت تستطيع العودة إليه، أما فيما يتعلق بجبهة الإنقاذ وقتها فكنا منفصلين عنها، وكنا نوبخهم وننتقدهم بقولنا لهم إن الشباب والشارع يسبقهم وإنهم لا يتواجدون إلا في المؤتمرات الصحفية وليس وجهًا لوجه مع الإخوان؛ حيث إن الشباب كانوا يعملون على الصعيد السياسي والشارع في وقت واحد، بل إننا مررنا بمواقف تخلت عنا جبهة الإنقاذ فيها سياسيًا منها أحداث المقطم والاتحادية، عندما أعلنوا عدم مسئوليتهم عن هذه الأحداث بل انتقدوا تلك التحركات الشبابية؛ خوفًا من غضب الإخوان، ولم يساندنا إلا شباب جبهة الإنقاذ الذين هم بالأساس شباب الثورة المنتمين للأحزاب المكونة لجبهة الإنقاذ، الذين كانوا مع زملائهم الثوار في كل الأحداث لحظة بلحظة.

هذا ملخص سريع جدًا عن كيف استطاع الشباب إسقاط حكم الإخوان في سنة واحدة فقط، أما ادعاءات بعض الإعلاميين بأنهم كان لهم الفضل في 30 يونيو، فهذا كذب والله وافتراء كبير، فالإعلاميين كانوا ناقلين فقط للحدث ولم نسمع أو نعلم عن إعلامي واحد نزل من برجه العالي وقاد مسيرة من المسيرات التي دعونا لها أو حتى شاهدناه في الشارع في مواجهة الإخوان، وأما عن ادعاء هؤلاء أن 25 يناير جلبت الخراب والإخوان وأنهم أنقذوا مصر وانتشلوها في 30 يونيو فهذا والله بجاحة واستفزاز.

وأما عن ادعاء بعض الوزراء والمسئولين الحكوميين أنهم شاركوا في 30 يونيو، وأنهم كانوا من المخططين لها، فهذا والله لم يحدث سوى أن البعض منهم نزل من منزله بعد العصر في الشارع بعد أن اطمئن لخروج الجماهير ليأخذ اللقطة الإعلامية ويثبت أنه كان موجودا، وأما عن الادعاء بأن الحزب الوطني كان من ضمن المشاركين والحاشدين، وأن رموز نظام مبارك هي من قادت الشارع فتلك والله الأكذوبة الكبرى، التي يريدون بها اختطاف 6/30 من شباب الثورة، كما اختطف الإخوان منهم 25 يناير، وأما عن الادعاء بأن مؤسسات الدولة هي الداعية والداعمة من وراء ستار في هذا اليوم، فذلك ادعاء كاذب يرددوه بعض التافهين كالببغانات وراء الإخوان؛ ليثبتوا أنه انقلاب.

فلم يكن أي إعلامي أو صحفي أو نظام مبارك أو مؤسسة مهما ملأوا الدنيا كذبًا وزورًا، له فضل في هذا اليوم سوى أنه كان ناقلًا للحدث أو مشاركًا عاديًا مثله مثل الجماهير المصرية العريضة التي شاركت في هذا اليوم، فصانع الحدث هنا هم شباب 25 يناير متسلحين بعزيمة وإرادة الشعب المصري، بل إنني ينتابني الضحك عندما أجد هؤلاء المزورين الذين تحدثت عنهم وهم يشوهون 25 يناير وشبابها، وقد نسوا أن الدستور الذي روجوا هم أنفسهم له في صفحته الرابعة وفي آخر سطرين، كتبت عبارة "وثورة 25 يناير - 30 يونيو فريدة بين الثورات الكبرى في تاريخ الإنسانية، بكثافة المشاركة الشعبية التي قدرت بعشرات الملايين وبدور بارز لشباب متطلع لمستقبل مشرق". 

الخلاصة عزيزي القارئ، لا يوجد شيء اسمه تحالف 6/30 حتى ينهار، وبنص الدستور وبنص الأحداث المحفورة في أذهاننا، والمسجلة في كل الدنيا، لم يكن لدينا حليف سوى الشعب المصري الذي التف مع الشباب في 25 يناير واستمر معه في 30 يونيو، وأي شخص يتحدث عن أن هناك تحالفا غير ما تحدثت عنه فهو كذاب أشر ومستعد أن أواجهه في أي وقت ومكان يريد.
الجريدة الرسمية