رئيس التحرير
عصام كامل

نيويورك تايمز: تصدعات بـ«جوجل» تؤدي إلى نهايتها

جوجل
جوجل

غالبًا ما تكون نهاية عمالقة التكنولوجيا لا على هيئة موت مفاجئ، بل على هيئة أنين وصراع مع المرض، سقوط بطيء متدرج بشكل غير ملحوظ إلى حالة من انعدام الصلة بالحاضر، وهي الحالة التي ربما لا تنعكس فورًا في اللغة المسكِّنة المستخدمة في تقارير الأرباح.


فالكبار القدامى من أمثال "ديجيتال إكوبمنت" و"وانغ" لم يختفوا بين عشية وضحاها، بل هبطوا ببطء تحت وطأة الاحتفاظ بمنتجات حققت لهم الثراء لكنها أعجزتهم عن مواكبة وتيرة التغير التكنولوجي من حولهم، الشيء نفسه يحدث الآن في هيوليت باكارد، التي هي في طريقها إلى الانقسام إلى شركتيْن، بل حتى ميكروسوفت - التي كانت ذات يوم محتكر برمجيات الحوسبة الشخصية الرسمي الذي لا يقهر - كافحت كي تبقى ذات صلة بالحاضر بتحوّلها من الأجهزة المكتبية إلى الأجهزة الجوالة، حتى في ظل استمرارها في تحقيق أرباح بالمليارات.

والآن تواجه جوجل مسألة مماثلة بشأن مكانتها بين شركات التكنولوجيا القيادية، ومثلها مثل تلك الشركات التي سبقتها، نجد أن نقطة قوتها اليوم - وأعني معينها الذي يبدو أنه لا ينضب من الإعلانات المجاورة لنتائج البحث - ربما يتبين أنها نقطة ضعفها غدًا.

يقول بن طومسون، المحلل التكنولوجي وصاحب مدونة (Stratechery): "أنا لا أقول إن جوجل ستختفي، وذلك مثلما أن ميكروسوفت لم تختف. الأمر ببساطة هو أن جوجل لن تدرك ما هو آت بعد".

للوهلة الأولى، تبدو الشركة الكائنة في ماونتن فيو بولاية كاليفورنيا في أتم العافية؛ حيث حققت أرباحًا مقدارها 14.4 مليار دولار في 2014، وارتفعت إيراداتها بنسبة 19 في المائة مقارنة بالسنة التي سبقتها، كما تشكّل جوجل ثلاثة أرباع عمليات البحث على الويب في العالم، وتسيطر الشركة أيضًا على نظام تشغيل الأجهزة الجوالة الأكثر استخدامًا في العالم، وبفارق كبير "أندرويد"، فضلًا عن أشهر موقع فيديو في العالم "يوتيوب".

ومع ذلك، فإن نظرة إلى ما وراء شريط البحث تظهر الشروخ، إذ تباطأ النمو في مجال عمل جوجل الرئيسي، وهو الإعلانات المرتبطة بخدمات البحث، بنسبة 20 في المائة على مدى السنوات العديدة الماضية، كما أخفقت النتائج المالية للشركة في تحقيق التوقعات التي توافق عليها المحللون خلال خمسة أرباع سنة متتالية، ناهيك عن أن انخفاض سعر سهمها بنسبة 8 في المائة على مدى العام الماضي.

على الرغم من إنفاق جوجل موارد كبيرة على اختراع تكنولوجيات من أجل المستقبل، فإنها أخفقت في تحويل كثير من ابتكاراتها إلى "صنّاع أرباح"، إذ يأتي نحو 90 في المائة من إيرادات جوجل من الإعلانات، ومعظم تلك الإعلانات يأتي من خلال محركها البحثي.

لكن فيما تتفوق الهواتف الذكية على أجهزة الكمبيوتر المحمولة والمكتبية لتصير أجهزة الحوسبة الأهم على ظهر الكوكب، نجد مجال أعمال الإعلانات الرقمية يشهد تغيرًا سريعًا، وقد سارع فيس بوك، منافس جوجل الرئيسي على أموال الإعلانات، إلى جني الربح من هذا التحول.
الجريدة الرسمية