رئيس التحرير
عصام كامل

«فيتو» ترصد رحلة العائلة المقدسة في ختام مولد السيدة العذراء.. هربوا من بطش الملك «هيرودس».. واستضافتهم مصر 3 سنوات.. رفح أول موطئ قدم داخل أرض الكنانة.. و«دير المحرق» نه

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

احتضنت مصر على مدار ثلاث سنوات ونصف السنة متواصلة العائلة المقدسة، والمكونة من السيد المسيح والسيدة مريم العذراء، ويوسف النجار، وهى المدة التى استغرقتها العائلة المقدسة فى رحلتها إلى مصر هروباً من بطش" هيرودس" الذى أعتقد أن السيد المسيح عليه السلام سينازعه ملكه فأراد التخلص منه بذبح جميع أطفال بيت لحم من سن سنتين فأقل والذين قدر عددهم بالآلاف حيث لم يكن يعرف المسيح عليه السلام بالتحديد.


"قم خذ الصبي وأمه واهرب إلى مصر".. كلمات جاء بها ملاك الرب ليوسف، فأطاعها دون انتظار السبب، لتبدأ رحلة العائلة المقدسة من فلسطين إلى مصر.

وبالتزامن مع ختام مولد السيدة العذراء اليوم الأحد، تستعرض «فيتو» خلال التقرير التالى، رحلة هروب العائلة المقدسة من فلسطين إلي مصر.

مخاطر الرحلة

لم تكن الرحلة من فلسطين إلي مصر فى زمن الأولين مفروشة بالورود، بل أحيطت بالمخاطر والمتاعب، حيث قطعت العائلة المقدسة آلاف الكيلومترات بحمار صغير يحمل السيدة العذراء وصبيها، وعلى الرغم من كل هذا اختارت العائلة اجتياز طريق آخر غير الثلاث طرق المعروفة لمصر، هرباً من بطش "هيرودس" ملك اليهودي.

لحظة دخول مصر

دخلت السيدة مريم العذراء والسيد المسيح، الأراضى المصرية عن طريق مدينة رفح أولى المناطق الحدودية على الجانب الشرقى لمصر، مروراً بأراضى سيناء، ومن ثم إلى طرقات "الفرما" آخر مدينة في سيناء، والتى تعتبر من أهم المعالم الدينية فى الوقت الحالي، ومنها إلى تل بسطا حيث جلسوا تحت شجرة، فى حين لم يحسن أهل القرية استقبال العائلة، ما آلم نفس السيدة العذراء، فقام يوسف النجار وأخذ قطعة من الحديد وضرب بها الأرض بجوار الشجرة، وإذا بالماء ينفجر من ينبوع عذب ارتووا منه.

علاج مريضة

وأثناء تواجد العائلة المقدسة بتل بسطا، استضافهم شخص يدعى "قلوم"، حيث أكرم ضيافتهم وعند وصولهم لمنزله وجدوا سيدته مريضة تلازم الفراش منذ 3 سنوات فقال له "يسوع": امرأتك سارة لن تكون بعد مريضة" وفي الحال قامت ترحب بهم، وعندما علم "قلوم" بإصدار أوامر للعسكر للبحث عن الصبي والقبض عليه، أخفى قلوم العائلة، وقام بتهريبهم خارج القرية.

كعب يسوع

وتوجهت العائلة المقدسة لمكان في منطقة "مسطرد" الآن، وأقاموا أسفل شجرة، ومن ثم اكتشفوا بئر مياه اغتسلوا منها، وأطلقوا على ذلك المكان "المحمة"، وواصلت العائلة الهروب سيراً حتى وصلوا إلى "بلبيس" بمحافظة الشرقية، ومن ثم اتجهوا غربًا إلى منطقة البرلس، وأقاموا في قرية تدعى "شجرة التين"، ومنها إلي منطقة "بيخا إيسوس"، والتى تعرف بكعب يسوع.

شجرة مريم

وتوجهت العائلة المقدسة إلى وادي النطرون، والذي يشهد ثلاثة أديرة باسم السيدة العذراء، وتوجهوا بعدها إلى "المطرية"، حيث وجدت العائلة الصغيرة شجرة استظلت بها والتى تعرف الآن بشجرة "مريم"، ومع استمرار السيدة العذراء والسيد المسيح فى الهرب، وصلوا إلي الفسطاط بمصر القديمة، حيث اختبأت العائلة المقدسة في مغارة صغيرة والتى تعرف الآن بكنيسة "أبو سرجة" الأثرية.

دير العذراء مريم

ثم بعد ذلك عبرت العائلة المقدسة النيل بالقارب إلى المكان المعروف بمدينة "منف"، "ميت رهينة" حاليا بمحافظة الجيزة، ومنها إلى جنوب الصعيد عن طريق النيل إلى دير "الجرنوس" بالقرب من مغاغة، جبل الطير حيث يقع دير العذراء مريم، وبعد أن ارتحلت العائلة المقدسة من مدينة القوصية، سارت لمسافة 8 كيلومترات، غرب القوصية، حتى وصلت إلى قرية مير، وقد أكرم أهل "مير" العائلة فباركهم الطفل يسوع.

جبل أسيوط

ومع الترحال المتكرر استقرت العائلة المقدسة فى دير "المحرق"، والذى عرف بعد ذلك باسم "دير العذراء مريم"، 6 أشهر، ومنها إلي جبل أسيوط حيث يوجد دير "درنكة"، وتوجد مغارة قديمة منحوتة في الجبل، أقامت فيها بداخل المغارة، ويعتبر دير "درنكة"، آخر المحطات التي التجأت إليها العائلة المقدسة في رحلتها إلى مصر، وعقب معرفة السيدة مريم العذراء بوفاة الملك "هيرودس" قررت العودة إلى فلسطين.
الجريدة الرسمية