رئيس التحرير
عصام كامل

المكرونة النووية


قام السيد رئيس جمهورية الولايات المتحدة المصرية، بافتتاح مصنع المكرونة الذى قامت بإنشائه القوات المسلحة المصرية، درع الوطن، وحامى الحمي. وهو بالمفارقة نفس المصنع الذى افتتحه الرئيس السابق أو كما يسمونه بالمخلوع، كنتيجة حتمية لثورة الخامس والعشرين من يناير، تلك الثورة التى غيرت وجه مصر، بل والعالم.


تلك كانت مقدمة، يكتبها أى صحفى، أو أى محلل سياسى يحاول أن يفهم موقف افتتاح مصنع مكرونة مرتين، ونظرًا لصعوبة فهم ذلك إلا من منطلق الهوى الإعلامى فلن يجد مخرجًا لعقله إلا أن يسخر مما حدث مدفوعًا بخلفية الإعلام والنخبة التى لا تملك إلا الكلام، ولا تستطيع أن تفرق فى حقيقة الأمر بين المكرونة، وبين الصاروخ النووي.

أجل ياسادة، إنها الحقيقة التى لا مراء فيها، وهذا منطق مختلف وزاوية رؤية أكثر تعقيدًا، فدائمًا وأبدًا حينما نضع الأسئلة المناسبة فى مكانها الحقيقى، ونربطها ببعضها البعض، نصل لصورة مختلفة، ونتائج لا تخطر على بال.

فما الذى يدفع رئيس الجمهورية لافتتاح مصنع مكرونة، لا قيمة له فى الميزان الاستراتيجى إلا فى الاكتفاء من الغذاء، عن طريق توفير المكرونة التى نصنعها من الأساس من القمح الصلب الذى نستورد معظمه فى الأساس، ويبقى الاكتفاء فى تحويل الدقيق إلى مكرونة.

والغريب أن بعض الحاقدين على الرئيس محمد مرسى، يقولون إن المصنع إضافة للاقتصاد الوطنى، وأن ما افتتحه الرئيس هو ملحق وتوسعات فى المصنع، وليس نفس المصنع الذى افتتحه الرئيس السابق، ويهاجمون الجميع بضراوة بأننا لا نريد أن نرى الإيجابيات، التى قدمها ومازال يقدمها الرئيس محمد مرسي.

وأضم صوتى للمؤيدين للرئيس للمرة الأولى، وأتحول فى الموقف معترفًا بعبقرية الرئيس وجهاز الرئاسة والمخابرات العامة فى خطة التمويه والخداع الاستراتيجى، وأقول لهم أنتم أيها المعارضون جهلة لا تعرفون هذا الاختراع الجديد الذى سيقلب موازين التسليح فى العالم، ويجعل من مصر دولة يعمل الآخرون لها مليون حساب وحساب، وترتعد فرائص الأمريكان والصهاينة بمجرد أن نخرج عليهم بتصريح، أو أن يروا منا أى تلميح.

اختراع عبقرى، أكشف ستره، حتى يعلم المعارضون مدى قوة جماعة الإخوان، وما تحمله من خير لمصر والعالم، إنه اختراع المكرونة النووية، التى لايدرك أحد مدى إمكاناتها ولا كيفية استخدامها.

سلاح استراتيجى جديد، لا دفاع يمكن أن يتخطاه، ولا يوجد سلاح يمكن أن يجهضه، مكرونة نووية، تنطلق من صوانى البشاميل، إلى الفضاء اللامتناهى، وقودها أيونى، والمفاجأة أنها تملك خاصية الانتقال الآنى أو ما يسمى teleporting، والانتقال الآنى لمن لا يعرفه هو نقل مادة من مكان لآخر دون وسيلة مواصلات فى لحظات من الوقت.

إننى لا أجد مفرًا من الاعتراف بحقيقة الأمر، فقد بلغ السيل الزبى من المعارضة الفارغة ورسالتى للمعارضة: أنتم لستم ندًا للرئيس ولا الإخوان، واتقوا يومًا لا ينفع فيه الندم، فحبات المكرونة لانهائية سوف تحصد الجميع.

الجريدة الرسمية