رئيس التحرير
عصام كامل

اللهم اكفنا شر النشاط والثورة!!


البعض يشوه القضية.. آخرون يضعون السم في العسل.. بعض الصحف نشرت تفاصيلا عن القضية 250 أمن دولة.. يبدو أن الملف قريبا سيفتح.. متأخر قوي.. لكن جيد أنه سيفتح.. وحذار من السم في العسل.


تطول القضية 250 أمن دولة عددا من نشطاء يناير.. تطول تمويل حصلت عليه حركة 6 إبريل، وتدريبات بعض "الثوار" في الخارج لإحداث هرج ومرج في الشارع المصري، تسقط به الدولة.. وتسقط به مؤسسات الدولة.

ليست فقط مجرد تمويلات.. إنما تدريبات.. وتحركات على الأرض في الداخل والخارج.. من أول وائل غنيم انتهاء بأسماء محفوظ.. وسوكة "بتاع ملفات أمن الدولة".. تقدر تقول إن القضية 250 قضية "شلة سوكة".. في التسجيلات قالت أسماء محفوظ: "اوع تنسى الفيل بتاعي يا سوكة".. سوكة وقتها كانت داخل جهاز مباحث أمن الدولة، بعد اقتحامه.

اعترض بعضهم على إذاعة التسجيلات، غضوا الطرف عن استباحة البلد من سوكة وشلة سوكة.. قالك التسجيلات اعتداء على الحريات.. وصية إسراء عبد الفتاح لسوكة.. كانت أمانة.. والأمانة من الحريات العامة، وحقوق الأفراد في دولة ديمقراطية!

الشهادة لله، دابت مباني أمن الدولة خلال أحداث يناير، مثل حتة الحلاوة السمسمية في يد سوكة وإخوان سوكة.. دابت مفاصل الدولة، للدرجة التي دخل فيها سوكة أمن الدولة بوصية من إسراء: الملف بتاعي يا سوكة!

هذا هو بيت القصيد.. القضية لم تكن إسقاط نظام مبارك فقط.. القضية كانت إسقاط الدولة.. مبارك ذهب، لكن بقيت نية إسقاط الدولة.. مرة يسقط حكم العسكر.. ومرة القضاء مسيس.. الحديث تارة عن خيانة الجيش.. وتارة أخرى عمالة الداخلية.. النتيجة فوضى في الشارع باسم الحريات.

ربك ستر، وعدت الأزمة.. لكن بقيت القضية.. نامت القضية.. لماذا نامت؟.. ومن الذي وأدها في أدراج المكاتب.. ونزع الفتيل من ملفاتها؟.. لا أحد يعلم.. ولا أحد يمكن أن يجزم لماذا.

سمعت من مصادر أن القضية لم تمت، وأن هناك عناصر كثيرة مرصودة، التسجيلات المذاعة لم تذهب هدرا.. وحوارات التآمر جاي وقتها.. لفترة تساءلنا: متى وقتها؟.. واضح أن فرجه قريب.

باين أن الملفات ستفتح.. وأن الوقائع ستعاد إلى بؤرة الضوء.. إعلاميون ضللوا الشارع، بيسقط حكم العسكر، وصمتوا لما اقتربوا من العسكر والسلطة.. نشطاء تحولوا من حفاة في الوراق، إلى سادة في قصور التجمع الخامس، وتبين أنهم ثاروا على الفساد طمعًا في فرصة للفساد.. ورصيد في البنك.

اللهم لا اعتراض.. اللهم لا حسد.. لكن إللي يفنجر يفنجر من جيبه.. هناك خطوط حمراء لو تخطوها، تماهت فواصل من فولاذ بين الوطنية.. والخيانة.

نشرت المصري اليوم، اليوم، أن معظم مقدمي بلاغات القضية 250 من أنصار الرئيس الأسبق حسني مبارك.. هذا هو السم في العسل.. القضية 250 ليست قضية حسني مبارك، ولا قضية أنصار حسني مبارك.. المدخل هنا ليس صحيحا.. الكلام هنا ليس في محله.

الظاهر هنا تصدير المسألة على أنها بقايا صراع بين أتباع نظام سابق ثار عليه الشعب.. وبين الورد إللي فتح في جناين مصر.. بين الدولة القديمة.. وشباب الثورة.. هنا السم في العسل.. هنا لدغة العقرب.

ليس هذا صحيحا.. إعادة الحديث عن الفلول ضد الثورة كلام عفى عليه الزمن.. استدعاء الكلام في الموضوع بات ممجوجا.. السجال في ملف "أتباع مبارك" حتى الآن، سخافة يصّدرها كثيرون ممن جاءت أسماؤهم في القضية.. أغلبهم دكاترة جامعة، وبعضهم ثوار من إللي قلبك يحبهم.

الطرافة أن الذين مازالوا يصدرون الحديث عن "الفلول" كانوا هم أنفسهم من يؤيدون المصالحة مع "الإخوان"!!
كارثة.. وستكشف القضية 250 مزيدا من الكوارث.. حدثت باسم النشاط والثورة.. اللهم اكفنا شر النشاط والثورة.
 
Twitter: @wtoughan
Wtoughan@hotmail.com
الجريدة الرسمية