الأغنية الرمضانية.. وسر تألق فوزي وهدى سلطان!
نبدأ سلسلة مقالاتنا عن الأغنية الرمضانية بالقول إن أغنيات "وحوي يا وحوي" لأحمد عبد القادر وغناها في ثلاثينيات القرن الماضي، و"رمضان جانا" لمحمد عبد المطلب وغيرها، حظيت بالشهرة الأكبر بين أغاني رمضان.. وظل الأمر كذلك حتى ظهرت أعمال عديدة قديمة، إلا أنها لم تذع بالكثافة المطلوبة لتشتهر وتلحق بالأغنيتين السابقتين.. ربما كان من أبرز هذه الأغاني هما أغنيتان مهمتان رائعتان للشقيقين محمد فوزي وهدى سلطان.. الأولى هي "هاتوا الفوانيس يا ولاد"، والثانية لهدى سلطان بعنوان "يا ولاد حارتنا".
أغنية محمد فوزي كتبها أحد أهم المؤلفين الذين عملوا معه ومع فريد الأطرش، وهو الشاعر الغنائي عبد العزيز سلام.. ويقول فيها أبيات جميلة جدا منها "هاتوا الفوانيس يا ولاد.. هانزف عريس يا ولاد.. هيكون فرحة تلاتين ليلة.. هنغني ونعمل هوليلة.. وهنشبع من حلوياته.. هاتوا الفوانيس يا ولاد!"، وقد صنع منها فوزي لحنا بديعا وكأنه في حارة شعبية مصرية والأطفال من حوله!
أما شقيقته هدى سلطان فكتبت لها الأغنية الشاعرة المتميزة نبيلة قنديل، وهي زوجة الموسيقار المبدع علي إسماعيل، وكانت قد كتبت له أغنية لرمضان لحنها للمجموعة، إلا أن هذه الأغنية ربما اختارت لها ابنة مدينة طنطا مثلها طبعا مثل شقيقها؛ حيث عاشا حتى شبابهما هناك وفي طنطا لرمضان تميز خاص في رحاب سيدي السيد البدوي..
تقول كلمات الأغنية "يا ولاد حارتنا.. اتلموا اتلموا.. شوفوا رمضان شوفو خفة دمه.. بر وتقوى.. مدفع يضرب.. طبلة طول الليل بتدور.. على حسها الأحباب يتلموا.. شوفوا رمضان شوفوا خفة دمه"!، إلى آخر كلمات الأغنية الرائعة التي لحنها أعظم ملحن للأغاني الشعبية والحارة المصرية الملحن الكبير محمود الشريف!
الأغنيتان استخدم فيهما كورال الأطفال كأروع ما يكون، وإن كانت أغنية محمد فوزي تتفوق في اللحن لكونها أكثر بهجة، تتوافق مع رمضان رغم أن تداخل الكورال في أغنية الشريف أصعب كثيرا!
المواطن المصري والعربي أكثر المستفيدين.. أصحاب العملين السابقين جميعهم في رحاب الله عليهم الرحمة، وغدا نكمل إن شاء الله جولتنا في الأغاني العظيمة لرمضان العظيم.
