رئيس التحرير
عصام كامل

«الإندبندنت» ترصد الحياة في «داعش» بعد سنة من الخلافة المزعومة

تنظيم داعش الإرهابي
تنظيم داعش الإرهابي - صورة أرشيفية

رصدت صحيفة الإندبندنت البريطانية، الحياة في ظل تنظيم داعش بعد سنة من الخلافة، وفرض التنظيم الإرهابي قيودا وحشية على سكان المناطق التي يسيطر عليها.


احتلال داعش الفلوجة
وأشارت الصحيفة، إلى حديث أحد العراقيين في مدينة الفلوجة التي تبعد 40 ميلا من غرب بغداد، ويبلغ من العمر 35 عاما ويعمل حلاقا، ولا يريد ذكر اسمه الحقيقي، حيث قال "إن داعش مر عليه عام في مدينة الفلوجة وخلال الأشهر الستة الأولى من احتلال داعش للمدينة عملوا على تطبيق الأنظمة الدينية المعتدلة حتى لا ينفروا الناس، ولكن بعد امتلاكها المدينة بأكملها فرضوا قواعد صارمة التي كان من بينها منع حلق اللحية وبقاؤها إلزاميا، وغلق جميع محال الحلاقة إلا محله لأنه التزم بعدم وضع ملصقات في المحل ولتصفيفه شعر الفقراء".

وأوضح العراقي الذي اتخذ "سالم" اسما له، أن محله على الرغم من أنه ما زال مفتوحا إلا أن هناك حدودا صارمة عليه وعلى زبائته، والمال الذي يحصل عليه لا يكفي لإطعام أسرته، وحاول بيع الخضار في السوق لكسب رزق عائلته وعمل حلاقا فقط عندما يتصل به أحد الزبائن لقص شعرهم.

80 جلدة
وأشار سالم، إلى أنه كان لديه مشكلة كبيرة يوم زفاف ابن عمه عندما طلب منه أن يحلق شعره ولحيته، وخاف جدا من طلبه لأنه يعرف العقاب وكان ابن عمه أقنعه أنه لن يلاحظ أحد أنه حلق ذقنه لأن الوقت بعد الظهر والشارع فارغ، وقام بحلق لحية ابن عمه ولم يحلقها كاملة وجعلها تبدو بشكل جيد، ولكن مخبرا لداعش أبلغ عنه بعد 4 أيام من الحلاقة واتهموا بارتكاب مخالفة لارتكابهم حلاقة غير شرعية، وألقي القبض عليهم وحكم بـ80 جلدة وفي العلن، وتلقى 50 جلدة فقط لأنه أغمى عليه ونقل للمستشفى وغلق محله.

الحرمان من لقمة العيش
وأضافت الصحيفة، أن سالم بات من المحرومين من كسب لقمة العيش في الفلوجة وغادر إلى الرمادي، ولكن مع سيطرة داعش ذهب إلى بغداد والآن في مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق؛ حيث يكمل العثور على وظيفة.

ولفتت الصحيفة، إلى أنها على مدى الأشهر الستة الماضية أجرت مقابلات مع مزارعين وزعماء قبائل وأمهات، والجميع كان يروي تجربته مع داعش، وكيف أجبر داعش الفتيات اليزيديات ليكونوا عبيد جنس، وإجبار داعش زوجة ضابط بالجيش العراقي لتكون مفجرة انتحارية، وكثير من القصص، وكيف لجأوا إلى حكومة إقليم كردستان محاولين الفرار من الظروف المعيشية السيئة والعنيفة التي فرضها داعش عليهم.

عقاب وحشي
وأضافت الصحيفة، أن نحو 5 أو 6 ملايين شخص يعيشون تحت قبضة التنظيم في عالم مليء بالمحظورات واللوائح والتمييز وفرض عقاب وحشي، حيث لا يسمح بارتداء الجينز، ولا يسمح بتدخين السجائر، وإغلاق المحال التجارية للملابس وللحلاقة، ومعاقبة السائقين إذا أخذوا الراكب لواجهة بعيدة ثم يعيده ويطلب المال مرتين مرة لذهابه ومرة لعودته، والعقاب يكون البتر أو قطع الرأس، وتمنع المرأة من الجلوس على كرسي في السوق أو المحل، ومن يستخدم كلمة داعش يجلد بـ70 جلدة، والمرأة التي تغادر المنزل دون محرم يجلد زوجها 80 جلدة.

مقاومة ضد التنظيم الوحشي
ونوهت الصحيفة، إلى أن معارضة داعش في العالم الخارجي أملوا عندما أعلن داعش الخلافة في 29 يونيو في العام الماضي، أن قوانينها الغريبة وتطبيقها الوحشي سيثير مقاومة بين الناس التي تعيش تحت سيطرة التنظيم، وسادت حالة غضب في الموصل لتدمير المساجد ولكن ليس هناك أي علامة على الثورة أو المقاومة المسلحة، والكثير من الناس يفضلون البقاء تحت نار داعش وألا يبقوا تحت قبضة المليشيات الشيعية التي تعتقل السنة وتعذبهم ودفع رشاوى للشرطة الشيعية لإطلاق سراح من تعتقلهم من السنة، ووصلت إحدى الرشاوى إلى 5 آلاف دولار.

قوة داعش
ورأت الصحيفة، أن من نقاط قوة داعش الحكومة التعسفية وغير الفعالة في العراق وإخفاقها في حماية السنة وعدم توفير الحكومة الأساسيات لهم، وفي مدينة الرمادي حرمت الحكومة المواطنين من إمدادات الكهرباء والوقود والإنترنت والمياه النظيفة التي تستخدم للشرب والطهي، ولم تهتم بمناشدة السكان المحليين له، ولكن داعش أحضر مولدات كهرباء، وعملوا على إصلاح محطة توليد الكهرباء، وأحضر الأطباء للمستشفيات لعلاج المرضى.
الجريدة الرسمية