رئيس التحرير
عصام كامل

النرجسية الدينية


" من بحث فى أخطاء الآخرين لن يجد الوقت لإصلاح ذاته"،
مكمن الخطر فى المعضلة المصرية حالياً هو باختصار التيارات الدينية المسيطرة على كل شىء حالياً.. وخطورة هذه التيارات يكمن فى اعتقادها أنها تملك الحقيقة المطلقة.. بل إنهم يتنازعون فيما بينهم على الريادة الدينية والسلطوية.


وهذا الاعتقاد (امتلاك الحقيقة)، أصابهم بالتخمة الفكرية والشيفونية وجمد عقولهم فمنعوها من التفكير فى جوهر الله وهدفه من خلق البشرية، فشوهوا صورة الله بأعمالهم فصاحوا يكبرون ويهللون وسط الذبح والنحر.. وأصبحوا يسعدون وسط نزيف الدماء للعديد من الضحايا.

الله إله خير ونحن نطلق عليه صانع الخيرات الله الرحوم وأيضا إله الحب بل الحب الخالص، ونطلق عليه الله محبة وهو العدل والرحمة معاً فإخوتنا المسلمين يؤمنون بأن "العدل من أسماء الله"، ولكن أصحاب النرجسيات الدينية ملكوا الحقيقة والله ذاته داخلهم فأصبحوا يتحدثون بلسان الله وصحيح الدين بل إنهم حللوا الحرام ومنعوا الحلال لذلك فليس بغريب أن تصدر فتوى من الشيخ عمر عبدالرحمن مفتى تنظيم الجهاد فتوى الاستحلال "وجوب سرقة أموال الأقباط.. لتمويل أعمالهم الإرهابية"، التى صوروها على أنها أعمال جهادية!

إنها نرجسية دينية جعلته يتحدث ويفتى بكلمات شيطانية ونسبها إلى الله.
أصحاب النرجسيات الدينية يسعون فى الأرض فسادا، فشغلهم الشاغل ليس ماذا نصنع لحل مشاكل ذويينا بل كيف نربيهم ونسوقهم للتربية السليمة حسب اعتقادهم...أصحاب النرجسيات هم أكثر الناس اهتماما بالغيبيات وحياتهم فى غيبيات.. الجنة أرضنا الإيمان الصحيح إيماننا.. متجاهلين الحقيقة إنهم لم يذهبوا إلى هناك ليذكروا ماذا حدث لهم.

أصحاب النرجسيات الدينية لا يعيشون الحاضر ليفكروا بحل مشاكل ذويهم بل يعتقدون دائماً أنهم الأفضل والأرقى والكثر تديننا، فليس بغريب أن تجدهم يسوقون الآخرين بعصيان كالخراف ليصلوا وهم أنفسهم خارج مكان الصلاة فهم لا يحتاجون للصلاة لأنهم الأفضل.. أصحاب النرجسيات الدينية لا يهتمون بتقديم إيمانهم من أعمال جميلة لخدمة البشر بل اهتمامهم الأكبر هو فحص والبحث فى نقائص أديان الآخرين لإثبات الريادة والسيادة، من أجل تحويل الكل لدينهم وفكرهم... ضاربين عرض الحائط بكلمات صريحة" إن شاء ربك لجعلها أمة واحدة "، أصحاب النرجسيات الدينية هم مرضى عميان عديمى الحس ولم يشفوا لأن الإحساس بالمرض هو بداية الشفاء، فهم انطلاقا من النرجسة الدينية يسبون الآخر أيا كان دينه ويتهمونه بالكفر والشرك والبعد عن الحق بينما هم فى الواقع كفرة بالجمال والحب وكل شىء سامى للنفس والعقل..

أصحاب النرجسيات الدينية هم لصوص وعتاة لأنهم لم يسرقوا مالا وأموال الآخر فقط ولم يستبحوا دمه وشرفه وعرضه فقط إنما سرقوا ونهبوا حق الله "الديان"، سيأتى ويعطى الجميع حسب أعماله فسرقوا حق الديان وتقمصوا شخصية الديان.

أصحاب النرجسات الدينية هم لا يعرفون جوهر الله.. فالله محبة ..الله عادل.. الله رؤوف... وهذا مقالى المقبل.

Medhat00_klada@hotmail.com

الجريدة الرسمية