رئيس التحرير
عصام كامل

«الجار الله» يحذر من غرق الكويت في الهمجية المستترة بعباءة الدين

الكاتب الكويتى أحمد
الكاتب الكويتى أحمد الجار الله

قال الكاتب الكويتى أحمد الجار الله في مقال له اليوم، بجريدة السياسة الكويتية جاء تحت عنوان "دماء الصادق سور كويتى جديد"، لم يكن الدم يوما لغة للتخاطب بين الكويتيين، وما الجريمة الفظيعة التي ارتكبت أمس في مسجد الإمام الصادق إلا عمل همجي لا علاقة له بالإسلام ولا بأي دين، فمن قتل صائمين مصلين في أحد بيوت الله وبنهار جمعة في شهر رمضان شق طريقه إلى النار.


وأضاف لقد وقع المحظور الذي كثرت التحذيرات منه طوال الأشهر الماضية، وسقطت الأعذار، ولذلك على الجميع تحمل مسئولياتهم، كي لا تغرق الهمجية المستترة بعباءة الدين بلادنا في بحر من الدماء والتفرقة… اليوم دور الجميع في التعبير عمليا عن الانتماء إلى الكويت إلى الحياة الكريمة الآمنة، فأمام ما يهدد الوطن تسقط التيارات والأحزاب والمذاهب والطوائف، اليوم علينا ترجمة كلام صاحب السمو "كل مواطن خفير" بالفعل، فهذا المجتمع الذي عاش لقرون بعيدا عن الطائفية والقبلية كان على قلب رجل واحد في مواجهة مشروع الفتنة.

أمس كان حضور صاحب السمو الأمير، حفظه الله ورعاه، إلى مكان الحادث، يصحبه كبار رجال الدولة رسالة وحكمة واضحة للجميع مفادها أن الإرهاب، ومهما كان مهولا، لا يمكن أن ينال من حزمنا في مواجهة كل من يريد بنا السوء، وهذا البلد المسالم السباق إلى العمل الإنساني لن يسمح لغربان التفرقة والتطرف جعله فريسة لها.

في هذا الظرف العصيب علينا الاستفادة من عاصفة الاستنكار والتضامن الوطني التي تجلت أمس في أبهى حللها بالبدء فورا في سد كل الثغرات التي يمكن لمهووس بالدم أن يدخل منها ليمزق نسيجنا الوطني، ومن المهم أيضا إعلان كل تفاصيل الجريمة، وكشف المحرض والممول والمدرب والمنفذ، من أجل قطع الطريق على أي محاولات لبعض ضعاف النفوس من التصيد في الماء العكر، فدمنا كويتي لا تعرف كرياته السني والشيعي، وعندما تصل المسألة إلى الأمن الوطني لا مكان لحقوق الإنسان ولا ترف الشعارات التي سقطت في فخها بعض الدول العربية فغرقت في بحار الدم وظلمات الخراب.

اليوم وأمام هذا الدم البريء المسفوك غيلة لا مجال أبدا لتحجج بأي حجج، فالقضاء على الطغم التي اعتاشت على سفاهات التبرير للتفرقة، مرة بحجة الدين ومرات بحجة القبلية بات أكثر من ملح … نعم لا بد من القضاء على كل طغم السوء، بل لنقطع ألسنة السوء التي نفخت في كير الطائفية والتكفير وأدخلت على مجتمعنا ثقافة لا أصل لها بيننا.

نعم، من أقدم على ارتكاب هذه الجريمة مثواه النار خالدًا فيها أبد الآبدين، لأنه لم يقم للإسلام الحقيقي السمح المسالم وزنًا، ولا هو عمل بتعاليمه، حتى لو كان توهم ذلك جراء التغرير به، والشهداء الذين استشهدوا وهم سجود إلى الله مثواهم الجنة مع الأبرار والصديقين، فبدمهم خطوا أول سطور حماية الوحدة الوطنية والتضامن الكويتي الأصيل الذي لا يظهر جليا في الشدائد، فلهم الرحمة وللجرحى الشفاء العاجل.

الجريدة الرسمية