رئيس التحرير
عصام كامل

مصر بين دولة السيسى ودولة الإخوان 7


خرج الإخوان فى أعقاب الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، كاشفين أنيابهم، بشكل سافر، دونما اهتمام يُذكر بالأمن القومى المصري!! ولقد استهدفت تلك الحرب بالأساس، سيادة مصر لفتح المعابر مع غزة، دونما اهتمام من قبل حماس بما تعرض له الفلسطينيون من قتل وحشى على أيدى إسرائيل، ولكن بازدياد سلطة الإخوان فى المنطقة، ونفوذ الدولة العبرية!!


كان خطابهم، مباشرًا إلى الولايات المتحدة الأمريكية، تحت سمع وبصر النظام المصري، وهو أمر مهم إدراكه، لمن يكررون دونما معرفة منهم، بأن نظام مبارك كان شديد التعرض للمُتأسلمين. فلقد كتب عصام العريان مقالًا يوم 1 مارس 2009، بعنوان "الإخوان المسلمون والإدارة الأمريكية الجديدة.. هل من جديد؟"، فى جريدة "الحياة اللندنية". وقد كشف عصام العريان فى المقال عن عدة أمور، أغلبها كانت معروفة من قبل، ولكن لم يكن الإخوان ليعلنوا عنها بتلك الجُرأة!!

ففى إطار ترحيبه بالإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة أوباما، أشار العريان فى هذا المقال، الذى كان متداولاً لكل من أراد قراءته، إلى أن العلاقة بين الإخوان والأمريكان طويلة، وتحدث عن محطات العلاقة فى عهد السادات ومبارك. وتناول العلاقات القديمة ما بين الإخوان وزعماء المُعارضة الإيرانية، منذ نشأتهم، فى إطار حديثه عن طلب إدارة كارتر وساطة الإخوان، للمساعدة فى حل أزمة الرهائن.

وأكد العريان، عضو جماعة الإخوان التى انكشف كم كذب أغلب ما قالت أنها قامت عليه، بأن الإخوان رحبوا بالثورة الإيرانية، لأنها تخلصت من الشاه الذى كان لديه علاقات مع "العدو الصهيوني".

وحينما يقرأ أحد هذا الكلام اليوم، بعدما طالب العريان نفسه بعودة اليهود من أصل مصرى لمصر، أو ما قام به مرسى من تنازلت مُهينة حيال إسرائيل، بعد الحرب الوهمية بين إسرائيل وحماس فى نوفمبر الماضي، لا يصدق ادعاءاتهم!!

وأكد العريان فى هذا المقال، أن الدبلوماسيين الأمريكيين أصبحوا بعد تلك الوساطة الفاشلة، يترددون على مقر الجماعة كثيراً. هذا يعنى أنهم كانوا يفعلون هذا أغلب فترة حكم مبارك، فى حرية تامة، دون تعرض الأمن للإخوان فى تلك الزيارات!!

كان المقال فى مجمله، يطالب الولايات المتحدة الأمريكية، بتعامل جديد مع الإخوان. إلا أن من يقرأ المقال، بعد مقدماته حول تلك المراحل الثلاث، سيكتشف أن المقال لم يكن رسالة إلى الولايات المتحدة، بقدر ما كان رسالة إلى الداخل المصري، حيث كان فى المقال لعب على أوتار عواطف المصريين والعرب، حول رفض الإخوان لسياسات الولايات المتحدة الأمريكية فى المنطقة!!

ونعلم اليوم بالطبع، من الإخوان أنفسهم، أن علاقاتهم مع أمريكا، وقت كتابة ذاك المقال، كانت جيدة جدا. وقد شهد الدكتور ثروت الخرباوى فى كتابه "سر المعبد"، بأن وزارة الخارجية الأمريكية، كانت قد أرسلت خطابًا إلى الإخوان فى آخر 2005، حول ضرورة إجراء تغييرات لديهم "لتسيير طريقهم للحكم" وأن الشاطر كان مسئول الاتصال مع الأمريكان!!

كان حديث العريان عن علاقة الإخوان بالأمريكان أو الإيرانيين علناً، يعنى أن هناك قوة ما يستندون عليها ويتحدون النظام بها. وبالتأكيد لا تزال هناك أسرار وسطور ناقصة، فيما يخص هذا الأمر.

إلا أن الإخوان كانوا ما بين 2005 و2011، يعدون العدة بدعم أمريكي، لصناعة تلك المدعوة "ثورة"، لمصالحهم، وليس لمصر. لقد صرح العريان بأنهم أعدوا لتلك الثورة منذ 2005. كما أشار لذلك الشاطر وغيرهم. لقد اعترفوا بالتآمر ضد مصر، علناً!!

إذاً، هل نحن مُندهشون اليوم من مواجهتهم للجيش المصري، حامى أمننا القومى وقتلهم لضباطه وجنوده، من خلال حماس؟!
وللحديث بقية ..

والله أكبر والعزة لبلادي،
وتبقى مصر أولاً دولة مدنية .

الجريدة الرسمية