مصمص شفايفك.. تعدى!
أسبوع كامل على حريق اتحاد الكرة و"الخلاصة" .. لا جديد، نعم لا جديد ولن يكون هناك أى جديد فى التحقيقات خلال الفترة المقبلة استنادا إلى القاعدة الشعبية الشهيرة فى مصر "اللى فات مات وإحنا ولاد النهاردة"، فالجبلاية التى تشدق الجميع ألما على حرقها وذهب البعض الآخر لاتباع سياسة "مصمصة" الشفايف على الكؤوس التى نهبها "الوحشين" بعد أحكام بورسعيد حتى يمر الأمر مرور الكرام ستعود من جديد فى نيولوك سيبهر الجميع وسيدفع الجميع لتوجيه برقيات التهنئة للهيئة الهندسية التى وضعت التصميم العالمى لمقر اتحاد الكرة.
ولا تندهشوا فى حالة خروج البعض الآخر للحديث عن أن حريق الجبلاية جاء "مصلحة" بسبب الرغبة فى التخلص من المبنى "العجوز" لاتحاد الكرة بمبنى آخر أكثر أناقة وشياكة ويليق بسمعة الكرة المصرية التى باتت فى "الحضيض" بسبب الأفعال الإجرامية التى يرتكبها البعض فى حقها بدعوى أننا نعيش عصر الحريات.
والأمر المثير للجنون والذى لم أجد له تفسيرا منطقيا حتى الآن هو كيفية التعامل بمنطق "الطناش" مع هؤلاء الذين اقتحموا مقر الجبلاية وطالبوا مسئوليها بالخروج لإحراقها فى الوقت الذى تؤكد فيه البديهيات أن الأمر كان من الممكن السيطرة عليه سريعا فى حالة احتجازهم والاستنجاد سريعا بقوات الأمن التى تجاور مقر الجبلاية للوصول سريعا لإلقاء القبض عليهم، لكن لم يعد الأمر بغريب خاصة أننا اعتدنا فى مصرنا "الفوضوية" على أن الشرطة والمطافئ والإسعاف وكل وسائل الإنقاذ تأتى فى المشاهد الأخيرة من الأزمات لتظهر فى الكادر الختامى الذى يعقبه إسدال كلمة النهاية السعيدة لنبدأ فى مشاهدة فيلم آخر أكثر هزلا فى ملاعب أو مقرات رياضية أخرى!
وإذا كان العديد من الرياضيين والمسئولين قد هرولوا إلى مقر اتحاد الكرة "المحروق" لالتقاط الصور السينمائية بـ"شوتات" الحسرة والألم حزنا على حريق المبنى الذى شهد ذكرياتهم مع وجبات السمك والجمبرى والكباب والكفتة صباحا على هامش اجتماعاته التاريخية التى كانت تنتهى "على مافيش" فإننى أزعم أن التحرك سريعا لإلقاء القبض على هؤلاء الجناة الذين يعرفهم جيدا مسئولو اتحاد الكرة وأغلب الرياضيين كان الخطوة الأفضل بكثير من "الشحتفة" على ضياع كؤوس أفريقيا واندثار تاريخ مصر الكروى.
وللأمانة الشديدة لم يعجبنى موقف جمال علام رئيس اتحاد الكرة الذى قرر الابتعاد عن المشهد مؤقتا بحجة "سيبوا التحقيقات تاخد مجراها" وهنا أوجه له سؤالا عفويا إذا كان رئيس اتحاد الكرة قد قرر اللجوء فى الوقت الحالى "المصيبة" لبرج عاجى فمن سيكون مسئولا أمام الجمعية العمومية وكل طوائف المنظومة الرياضية لمحاسبته على حريق اتحاد الكرة، لكن دعونا نتفق على أنها "عادة المصرى ولن تتغير" ألا وهى الهروب من المواجهة بحجة الانتظار لنهاية التحقيقات التى ستنتهى بتقييد القضية ضد مجهول كما اعتدنا على ذلك فى كل الأفلام السينمائية المصرية المستوحاة من واقع مصرى "أسود" لم ولن يتغير مهما سقطت الأنظمة ومهما تغيرت الحكومات.. عظيمة يا بلدى!