رئيس التحرير
عصام كامل

رحل القلب الطيب.. وداعا أحمد جبيلي!!


مات أحمد جبيلي!
الخبر الصدمة ينزل كالصاعقة مساء أمس على رءوس الجميع..صحيح يعاني الأخ الكبير والصديق والزميل الغالي مشاكل صحية مزمنة وقديمة عاشت معه وتعايش معها..إلا أن حيويته الدائمة جعلت من رحيله كابوسا مستبعدا..احتمالا ضعيفا..رغم علم الجميع أن الموت حق..والرحيل إلى الرفيق الأعلى حق الحق !


كان الزملاء في مؤسسة الأحرار يرددون دائما أنها الجريدة الوحيدة التي قدمت للأوساط والدوائر الصحفية والسياسية عددا من رؤساء التحرير وعددا من رؤساء الأحزاب..كان منهم..سعي مبكرا وبحماس بالغ لتأسيس حزب سياسي ودخول المعترك الحزبي.. حتى استغرق بالكامل في حزبه وصحيفته ومشاكل الحزب والصحيفة وسط مناخ سيئ من الأساس وتسببا في أزماته كلها !

نتذكر الآن -وكثيرة هي الذكريات-كيف كان لقاؤنا بوزير إعلام الإخوان وكيف ندم الوزير على دعوته من الأساس..كان الوزير مكشوفا عاريا أمامه وكان يدرك شجاعة الراحل الكريم الممتدة ضده قبل أن يصبح وزيرا ومنذ أن كان عضوا بمجلس الصحفيين !

مات القلب الطيب..صاحب الضحكة البريئة الطفولية التي ترج الكون من حولها رجا..والذي يضحك حتى وهو يتشاجر..حتى وهو في قمة الانفعال..

سيحزن على أحمد جبيلي اليوم كل من اختلف معهم واختلفوا معه..لأنهم أول من سيشهد أنه الأنقى على الإطلاق من بين من واجهوهم واختلفوا معهم.. ولعلمهم أنه يوم لم يختلف معهم لمكسب شخصي أو للحصول على ما لا يستحقه ولأنهم سيتذكرون أن النصيب الأكبر من معاركه كان لحقوق غيره.. ولذلك فالحزن عند أحبائه كبير..وصدمتهم برحيله مؤلمة والصبر رجاؤهم الأول من رب العالمين والثقه أنه عند ربه آمنا مطمئنا هي السلوان الوحيد..

رحل القلب الطيب..الكريم النبيل النقي الشهم الجريء الشريف..وخالص العزاء لزوجته وأطفاله ولأسرته وزملائه وكل محبيه وإنا لله وإنا إليه راجعون..
الجريدة الرسمية