رئيس التحرير
عصام كامل

"مونيتور": السيسي ينتهج سياسة جديدة لحل الأزمة السورية.. اختلاف إقليمي ودولي على كيفية الحل.. والتحالف التركي الجديد يدعم الحركات الجهادية في سوريا.. المعارضة تثق في القاهرة لإنهاء الأزمة سياسيا

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي

قالت صحيفة مونيتور الأمريكية إن مصر تتبنى سياسة جديدة بشأن الأزمة السورية، يختلف تماما عن شريكها الإستراتيجي الإقليمي المملكة العربية السعودية، حيث ترفض مصر الحل العسكري، وتدعو إلى التوصل إلى حل سياسي للأزمة التي اندلعت مع الثورة السورية في عام 2011.


سياسة جديدة
وأوضحت الصحيفة إن موقف القاهرة إبان حكم الرئيس المعزول محمد مرسي كان يميل إلى إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد ويعتبره واجبا أخلاقيا وعمد إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع الأسد، بينما الحكومة الحالية برئاسة عبد الفتاح السيسي عملت على تقديم أرضية مشتركة لتجنب تعرض العلاقات مع الجهات الدولية والإقليمية لأي توتر، وخاصة أن السعودية وروسيا اللتين لهما موقفهما المتضارب بشأن سوريا.

دعم الحركات الجهادية
وعلى الرغم من التحالف التركي الجديد مع المملكة العربية السعودية في سوريا، وهما على حد سواء دعما الحركات الجهادية هناك، تبدو الجهود الدبلوماسية في القاهرة تتجه نحو المواجهة أو التقليل من دور فعال لتركيا في الصراع. وفي نفس الوقت تتخذ مصر خطوات نحو التقارب مع روسيا وبدأ عرض نظام الأسد كجزء من حل محتمل.

خارطة طريق
وأشارت الصحيفة إلى أن مؤتمر المعارضة الذي عقد في القاهرة واستضاف الفصائل الجديدة واستبعد التحالف الوطني المدعوم من أنقرة للثورة السورية وقوات المعارضة، أعلن خارطة طريق جديدة لحل الأزمة، والخطة لا تلغي حكومة الأسد، وتنص على أن السبيل الوحيد لإنقاذ سوريا لن يتأتى إلا من خلال حل سياسي تفاوضي بين وفود المعارضة والنظام تحت إشراف الأمم المتحدة.

وأكد مصدر دبلوماسي في وزارة الخارجية المصرية الذي شارك في اجتماع 8 يونيو إنه كانت هناك صعوبات كبيرة خلال المشاورات التنظيمية للمؤتمر لإقناع الأطراف المدعوة للتوصل لاتفاق خارطة الطريق، وتم اعداد مسودة بيان من خلال مسعي مصري بعدم مهاجمة بعض المشاركين في الاجتماعات لإدانة تركيا وحزب الله وإيران وروسيا بسبب دعمهما العسكري للأطراف المعنية.

التحديات
وأضاف المصدر أن من بين الصعوبات أيضا إقناع الفصائل السورية بعقد المؤتمر في القاهرة واعتماد خارطة الطريق ما يجعله إنجازا دبلوماسيا كبيرا وسيكون هناك العديد من الخطوات التي تهدف إلى تنفيذ الخطوات التي تم الاتفاق عليها.

وعندما سأل المصدر الذي رفض الكشف عن هويته، عن إنشاء تحالف معارض جديد تحت وصاية القاهرة لاستبعاد التحالف الوطني، قال إن هناك رفض واسع لسياسات التحالف بين السوريين أنفسهم وأن التحالفات ليست الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري.

حليف إستراتيجي
وأوضح المصدر أن القاهرة تعتمد على السعودية لكونها حليف إستراتيجي على الرغم من تقارير بعض الوسائل الإعلامية التي تزعم وجود توتر بين القاهرة والرياض حول إدارة الأزمة السورية النابعة من التحالف السعودي مع تركيا ودعم السعودية للإخوان والجهاديين في سوريا للتخلص من الأسد.

وتتوقع بعض التقارير من دول الخليج المزيد من الخلافات بين القاهرة والرياض في ضوء استضافة القاهرة لشخصيات من المعارضة السورية، ووضع خارطة الطريق مع المعارضة السورية.

وأضاف المصدر الدبلوماسي أنه لا يمكن وصف الوضع بالنزاع الدبلوماسي بين القاهرة والرياض وأنما هو اختلاف في الرؤية على مستوي تقسم الوضع داخل سوريا، والعلاقات الحالية تنبع من اختلاف في فهم الآثار المترتبة على تدهور الوضع السوري وصعود الجماعات الجهادية المسلحة في البلدين، وعلي الرغم من الخلافات إلا أن المعارضة السورية التي شاركت في اجتماع القاهرة على أمل أن تكون القاهرة قادرة على اقناع السعودية بإعادة النظر في دعمها للحركات المسلحة مثل جيش الفتح وجبهة النصرة.

مبادرة القاهرة
ونقلت الصحيفة عن حبيب حداد وزير الإعلام السوري السابق وأحد المشاركين في اجتماع القاهرة أنه "من نتائج اجتماع القاهرة وجود دعم دولي وخاصة من روسيا، بينما السعودية والتحالف الذي أقامته مع تركيا وقطر يؤكد فقط أنها لا تريد نظام ديمقراطي في سوريا وإنما هدفها حماية نفسها من السيطرة الإيرانية".

وأضاف حداد أن جميع المعارضة السورية في القاهرة تعد تمثيلا أوسع للمعارضة وكذلك حرية القرار وأنهم ليس لديهم أجندة خفية على عكس تركيا ودورها البالغ في دعم جبهة النصرة.

الثقة في القاهرة
بينما قال بلال صلاح الدين مدير مركز أسبار للدراسات والبحوث والاتصالات وأحد المشاركين في احتماع القاهرة للمونيتور" المعارضة السورية لا تشارك الخلافات السياسية اوالحساسيات بين القاهرة وأنقرة أو الرياض، وعدم وجود رؤية موحده ليس من مصلحة الأزمة السورية".

وأضاف بلال أننا نأمل أن يكون هناك موقف إقليمي موحد، والمعارضة تشعر أن القاهرة تساهم بقوة لإيجاد وتبني حل للأزمة السورية، ومؤتمر القاهرة يؤكد أن مصر لها دور فعال في توحيد المعارضة السورية وتفعيل خارطة الطريق من قبل حملة دبلوماسية في محفل دولي والقاهرة تستعد لجولة جديدة من المفاوضات في جنيف، حيث ستحاول الجهات الفاعلة الدولية مرة أخرى لإيجاد آلية لتسوية الأزمة السورية.
الجريدة الرسمية