الصداقة
خلق الله تعالى الناس ليتعارفوا بينهم، وهذا التعارف هو أساس التعامل بينهم والهدف من وجود العلاقات من الأساس أن يعرف الإنسان من يتكامل معه روحيًا ولتتشكل لهم وحدة الهدف والمصير وتبقى التوقعات بين الناس هى أساس كل العلاقات.
فكلما كانت التوقعات عاليه بين الطرفين وأكثر من الحقيقة كانت تلك العلاقة على حافة الهاوية لأن كلا الطرفين قد بنوا قصورًا فى المستقبل على أرض رخوة نفترض فيها دائمًا عدم الكمال مع أننا نتفق أن احتمال مواجهة النواقص منطقى وأكيد بين الطرفين .
وقد تكون التوقعات أقل من الحقيقة التى سنجدها مع الزمن وهنا نجد أنفسنا فى حال أفضل حين نرضى ونتقبل أخطاء أكثر فيمن نصادق وهذا ما يجعل العلاقة تتوطد عبر الزمن ولا نصطدم بخيبة الأمل ومن ثم فلن نفقد تلك الصداقة .
علينا أن نبحث بين الأشواك عن وجود الورود وهذا ما يجعلنا نبحث - وسط الكثير من الصفات غير الحميدة المحيطة بنا - عمن يحملون الصفات الراقية ولكن الكثيرين يقولون إن الصداقات قد تنتهى ولا يوجد فى هذا الزمان معنى حقيقيًا للصداقة إلا أن ذلك ليس صحيحًا لأن تلك العلاقات نشأت عن طريق تحقيق المصالح فقط ورسمت المصالح شكلًا لصداقة لن تدوم لأنه انتفى الغرض منها بمجرد انتهاء المصلحة .
وما علينا إلا اختيار الأصدقاء من بين الناس فقد يعطيك الزمان صديقًا يكون لك أوفى البشر لأنه يجد فيك نفسه وتجد فيه نفسك وتتشابه بينكم القيم وتجد من يعطيك وجهة النظر الأخرى فيك ويصدقك القول حتى تصل إلى الاقتراب من الصورة التى تريد أن ترى نفسك عليها وهذا الشعور يكتمل حين تجد أن وجودكما معًا قد خلا من كل آثار التجمل أو تغيير الوجوه .
قد يدفعنا الزمان للعزلة لأن الثقة بين الناس تتناقص من كثرة ما نرى يوميًا من حالات خيانة الأمانة.. أمانة القول والعمل وهذا هو أساس عدم الاطمئنان والقلق من الغد إذ إن فقدان من يدعمنا من صداقة وحب يؤثر كثيرًا علينا لأننا لم نوجد فى الحياة من أجل الانعزال ولكن من تقديم حب واحترام وتقدير للآخرين والجزاء دائمًا يعود لنا من جنس العمل .. حب واحترام وتقدير.