رئيس التحرير
عصام كامل

احذروا شائعات الإخوان!


ماكينة إطلاق الشائعات الإخوانية لن تتوقف وستظل تدور، رغم ما لحق بجماعة الإخوان من ضعف وخوار.. الإخوان يفقدون يوما بعد الآخر أحد أسلحتهم.. في البداية فقدوا سلاح الحشد والتعبئة للمتظاهرين.. ثم فقدوا فعالية وتأثير وجدوى سلاح العنف.. وأخيرا فقدوا أهمية سلاح الحماية الأجنبية، وخاصة الأمريكية لهم، بعد اضطرار الأمريكان للقبول بالأمر الواقع الجديد في مصر، الذي يخلو من أي وجود لجماعة الإخوان.. ولذلك لم يتبق الآن للجماعة سوى سلاح الشائعات، تصنيع الشائعات وإطلاقها وترويجها حتى لو كانت قيادة الجماعة لم تفقد رهانها بالكامل على العنف وعلى الدعم الأمريكي.


وخلال الأيام القليلة الماضية، نشطت بشدة وبشكل ملفت ماكينة الشائعات الإخوانية وبشكل مثير للانتباه.. وكانت المناسبة تلك التي أسماها البعض مبادرة يوسف ندا، التي خاطب فيها عناصر في الجيش المصري دون أن يحددها أو يسميها.. وهكذا أطلق الإخوان شائعة قديمة لهم، سبق أن جربوها في عام ٢٠١٣ فور عزل مرسي، وهي شائعة تدعي حدوث انقسام في الجيش المصري؛ بسبب رفض عدد من ضباطه لسياسات السيسي، وتحديدا سياسات المواجهة الأمنية لجماعة الإخوان.

لكن الإخوان لم يكتفوا بهذه الشائعة الخبيثة التي سبق أن جربوها قبل عامين، وإنما اقترنت هذه الشائعات بأخرى سبق أيضًا أن أطلقوها بصيغ مختلفة عقب وفاة الملك عبد الله، خادم الحرمين الشريفين السابق، وهي الشائعة التي تدعي أن هناك ضغوطا سعودية يمارسها خادم الحرمين الجديد الملك سلمان على الرئيس السيسي؛ لإتمام التصالح مع جماعة الإخوان، بعد وقف تنفيذ أي أحكام قضائية صدرت بحق قادتها والإفراج عنهم!

وطوال الأيام القليلة الماضية وأبواق الإخوان خاصة التنظيم الدولي لهم، تردد شائعة الانقسام في الجيش المصري، وشائعة الضغوط السعودية على مصر للتصالح مع جماعتهم.. بل أضافت هذه الأبواق شائعة جديدة ثالثة تدعي انضمام الإمارات للسعودية في ضغوطها على مصر؛ من أجل التصالح مع الإخوان.

والمثير أن ذلك يحدث في ذات الوقت الذي تعتبر فيه كل من السعودية والإمارات جماعة الإخوان إرهابية، وأيضًا في الوقت الذي يحقق فيه الجيش المصري نجاحات في مواجهة الإرهاب داخل سيناء، ويشارك بقوة في إعادة بناء الاقتصاد المصري.. غير أن ذلك لم يمنع الماكينة الإخوانية من إطلاق هذه الشائعات؛ تطبيقا لقاعدة «العيار الذي لا يصيب يدوش».. وهذا ما يجب أن نعيه لنجهض لهم خطتهم.
الجريدة الرسمية