رئيس التحرير
عصام كامل

عزبة المعادي.. الفوضى الخلاقة!


يعرف سكان حي المعادي والمعادي الجديدة، أنهم صاروا الآن بمعزل عن الدولة المصرية، التي أشاحت بوجهها عن الحيين، والتفتت فقط إلى شارع واحد فيهما هو شارع تسعة الموقر، الذي لديه مكانة خاصة جدًا في قلب وعقل وحافظة المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء!


يعرف سكان المعادي والمعادي الجديدة، أنهم خلاص سقطوا تحت سطوة وسيطرة دواعش التوك توك والبلطجية واللصوص والشمامين، والفوضويين، وأباطرة الميكروباص، وحملة السيوف والمولوتوف!

من قلة الذوق، أن نصف المهندس محلب بأنه كسلان، ففي ذلك افتراء وكذب لا يجوز ولا يليق، وهو من الكسل بريء، لكنه يهتم فقط بما تقع عليه عيناه، ويبادر لتصحيحه، ومن ثم فقد أمر بذهاب رئيس حي وسط البلد إلى بيتهم بسبب حصار "الزبالة" للأضرحة والأسبلة والمناطق الأثرية.. المعادي الآن مزبلة ومطحنة ومعجنة، وغابة ترعى فيها الوحوش الآدمية من السفلة والجبارين والتكاتك، والأولى بالطرد والترحيل الفوري رئيس حي المعادي القديمة العريقة الغريقة، ورئيس حي البساتين التي تضم المعادي الجديدة، وصارت حي الطين!

أتعجب حقا من الرجلين!.. ألا يريان؟!
المعادي الجديدة صارت بفضل إهمال رئيس الحي، نموذجا للحفر والمطبات العشوائية و"المزابل"، ألم تر يا رجل الحفر الهائلة وأنت خارج من صقر قريش، أو عائد من المنيب، خلف إدارة المرور.. ألم تر الحفر والكسر والوساخات وأنت نازل من دائري المنيب لتدخل صقر قريش ومنها إلى كارفور ماركت!.. ألا ترى المقاهي المعربدة والأوناش الديناصورية والمقطورات الرابضة بالطرق الموازية لشريط السكة الحديد!؟

لماذا تغض البصر وموظفوك عن الشقق التي تحولت إلى مقاهٍ وكافيهات وملاذ لأصحاب الدراجات النارية والميكروباص، حتى أغلقوا الشوارع على سكان العمارات؟!.. ما سر السكوت؟!.. بيوت وبيوت تتحول إلى أماكن لتعاطي الشيشة، ولا يجرؤ المحترمون من السكان على الرفض خشية الانتقام؟!

أتعجب.. وأتساءل، متى وأين يمر رئيس الحي؟!.. هل يمر على شوارعنا.. في مصر الجديدة؟!
وخذ عندك المنازل المؤلمة القاصمة من الدائري إلى زهراء المعادي، ظلمات، ومطبات، وحفر.

أتصور أن المعاديين، سكان ولاية داعش الفوضوية، سيتعايشون قريبًا مع مرحلة الخنادق، بعد أن أدمنوا العيش في الحفر.

لا مرور نافعا ولا موجودا، والسيارات تتعاكس، وتمر في بعضها البعض، والبلطجة من سائقي التكاتك والميكروباص، يتوقفون في منتصف الطريق، يتلذذون بقهر المحترمين، ويتبادلون السجائر أو الفكه أو الفكاهة، وأنت مقهور واقف يمضغك غضبك، وتستعين بالله حتى لا تنفجر، حتى لا تنال من السباب ما سوف يؤذي الوالدين والأجداد، أحياءً وأمواتا!

أرجو من رئيس الحكومة الذي امتدح يوما دار السلام، ألا يتعاطى مع القشور، وأن ينزل إلى ولاية داعش المعادية، نسبة إلى المعادي، آمنا، ليواجه الفوضى في أبشع صورها.

لا نظافة، ولا إضاءة، ولا مرور، ولا أسفلت، إنما هي مرتع وملجأ لكل من صاحب الشيطان، في رمضان وفي غير رمضان.

مطلوب ذهاب رئيس الحيين إلى بيتيهما، واستعادة الوجه الحضاري للمعادي القديمة والمعادي الجديدة، بعد أن صارتا مثالين للقبح والإهمال وعربدة أصحاب الكافيهات والمقاهي والبانجو والسيارات.
الجريدة الرسمية