رئيس التحرير
عصام كامل

العربي يطالب بدور أوربي في علاج مشاكل المنطقة

الدكتور نبيل العربي،
الدكتور نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية

أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية، الدكتور نبيل العربي، عن أمله في أن يقوم الاتحاد الأوربي بتأييد الأفكار الفرنسية التي تدعو إلى ضرورة اتخاذ الخطوات المطلوبة لإنهاء النزاع العربي الإسرائيلي وإقامة سلام عادل يقوم على حل الدولتين.


وأكد العربي خلال كلمته أمام "اجتماع مراجعة سياسة الجوار الأوربية" اليوم الأربعاء في "بيروت"، أن المنطقة بل العالم أجمع لن ينعم بالسلم والاستقرار والأمن طالما استمر الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وطالما أن الجهود الدولية المبذولة لمعالجة القضية لم تبرح مكانها.

وشدد على أن القضية الفلسطينية دائمًا هي القضية المركزية المحورية بالنسبة للشعوب العربية. ودعا إلى تحقيق التقارب ما بين السياسة العربية والسياسة الأوربية فيما يتصل بالقضية الفلسطينية والحقوق العربية للتوصل إلى حل عادل وشامل لها تقوم على تطبيق قواعد الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

كما أوضح أن مبادرة السلام العربية التي يشيد بها العالم أجمع وتتجاهلها إسرائيل تمامًا على مدى ثلاثة عشر سنة، لها عناصر واضحة لتحقيق السلام العادل لجميع الأطراف وفق تسلسل ثابت يقوم على قواعد الشرعية يجب احترامه.

ومن ناحية أخرى، أشار إلى التهديدات الأمنية التي تواجه دول جنوب المتوسط والاتحاد الأوربي، والتي تتمثل في جيل جديد من التنظيمات الإرهابية المسلحة والتي تستفيد من تداعي سلطة الدولة والاحتقان الاجتماعي والسياسي المتواجد في بعض من دول جنوب المتوسط، والتهميش الذي يطال المجتمعات العربية في بعض من الدول الأوربية، والذي يطلق عليه الإسلاموفوبيا.

وأوضح أن ذلك يساعد الجماعات الإرهابية على استقطاب الشباب ضحية هذه العوامل، داعيًا إلى النظر في اتخاذ إجراءات مشتركة لمواجهة هذه التهديدات، مشددًا على أنه لا يمكن مناقشة قضايا الهجرة والإرهاب والتطرف دون إشراك جوار الجوار العربي والأفريقي.

ولفت إلى أن قضية الهجرة لا يمكن معالجتها دون إشراك دول المصدر والمعبر مع الدول الأوربية المستهدفة بالهجرة غير الشرعية، كما أن قضية التطرف والإرهاب لا يمكن معالجتها بمعزل عن بؤر التوتر والإرهاب المنتشرة في الجوار العربي للدول المتوسطية.

وفيما يتعلق بمواجهة الإرهاب والتدابير المطلوب اتخاذها، دعا إلى ضرورة ألا تقتصر على الجوانب الأمنية فقط، بل يجب أن تكون مواجهة جماعية شاملة تشمل النواحي الثقافية والفكرية والإيديولوجية والإعلامية والاقتصادية والاجتماعية كما قرر وزراء الخارجية العرب في 7 سبتمبر الماضي.

ونوه بالقرار الذي اتخذه القادة العرب في قمة شرم الشيخ التي انعقدت في مارس، من هذا العام بشأن إنشاء قوة عربية مشتركة لصيانة الأمن القومي العربي، واصفًا إياها بالقرار الهام، موضحًا أن هذه القوة تهدف إلى مواجهة الإرهاب وصيانة الأمن القومي العربي وحفظ الأمن والسلم والاستقرار في المنطقة.

كما أشار إلى أن هناك تهديدات خطيرة للأمن العربي والدولي في أكثر من دولة عربية، وتكفي الإشارة إلى نزيف الدمار والمعاناة الإنسانية والدمار الشامل الذي لحق بسوريا وآثارها المدمرة على لبنان والأردن، مطالبًا بدور للاتحاد الأوربي في حل هذه المشاكل.

وأكد الحاجة الملحة لتحقيق الازدهار الاقتصادي في دول جنوب المتوسط وتوفير فرص العمل للشباب في هذه المنطقة، وضرورة تحقيق آمال الشباب وطموحاتهم واتخاذ التدابير اللازمة لتوظيف الأدوات المناسبة للتعامل مع مشاكلهم كي لا يكونوا فريسة سهلة للاستقطاب من قبل الجماعات الإرهابية.
الجريدة الرسمية