الإخوان والقضاة! (1)

أحد الأمور التي يطعن بها الإخوان الأحكام القضائية التي صدرت بحقهم تتمثل في أن القضاء بالنسبة لهم ليس محايدا بل إنه ينتقم منهم بأحكامه المشددة التي يصدرها بحقهم خاصة أحكام القضاء وهكذا لا يكتفي الإخوان بالادعاء أن الأحكام القضائية التي صدرت ضدهم هي أحكام مسيسة أي موجهة من قبل السلطة وأما هي فوق ذلك أحكام انتخابية أيضا من قضاة كانوا على خلاف معهم عندما كانوا في الحكم.

وقد لجأ الإخوان منذ وقت مبكرا لاستخدام هذا الادعاء عندما بدأت التحقيقات التي تجريها النيابة معهم بل وقضاء التحقيق أيضا وفي تحقيقات قضيتي التخابر واقتحام السجون رفض معظم قادة الإخوان وكوادرهم التجاوب مع المحققين والإجابة عن أسئلتهم وبينما كانت حجتهم في أن النائب العام من وجهة نظرهم غير شرعي لأن الانقلاب كما يدعون هو الذي عينه فإن القيادي الإخواني محمد البلتاجي انفرد بحجة أخرى تتمثل في أنه بينه والنيابة بل والقضاء كله خصومة مع عشرات من القضاء ووكلاء النيابة الذين شاركوا بتقديم بلاغات ضده يتهمونه فيها بإهانة القضاء.

ولذلك لم يكن غريبا بعد صدور أحكام الإعدام الأخيرة ضدهم في قضيتي التخابر واقتحام السجون أن يستخدم الإخوان ذلك الادعاء في الطعن عالميا في هذه الأحكام والتشهير بها وإظهارها أنها أحكام غير عادلة.. والإخوان هنا يتحدثون عن رفض القضاء قرار الإطاحة بالنائب العام وتخطيطهم لعزل مئات من القضاء في مجزرة قضائية رتبوا لها نتحدث عنها غدا.