رئيس التحرير
عصام كامل

المنشقون عن الإخوان «4»


«من شب على شيء شاب عليه».. هذه هي خلاصة خبرة حياة مثلها كالحكمة التي تقول: «التعليم في الصغر كالنقش على الحجر» أي يثبت ولا يمكن إزالته.. وإذا طبقنا ذلك على المنشقين عن الإخوان سيكون صعبا أن نصدق أو نسلم بأنهم هجروا بالفعل فكر الإخوان.. فهم يشربون هذا الفكر منذ الصغر أو منذ اللحظة التي ينضمون فيها للجماعة وتقبلهم الجماعة أعضاءً فيها.. وحتى إذا انسلخوا عنها تنظيميًا سيكون صعبا جدا أن ينسلخوا عنها فكريا وأيديولوجيًا.


إن التربية الفكرية داخل الجماعة لأعضائها وكوادرها، تحول فكر الجماعة بالنسبة لهم إلى دين يؤمنون به ويدافعون عنه بقوة.. ولعل هذا هو ما دفع قياديا في الجماعة مثل المحامي صبحي صالح، يجاهر بالقول: «اللهم أمتني على الإخوان» بدلا من أن يقول: «اللهم أمتني على الإسلام».

لذلك يصعب أن يهجر من ينشق عن جماعة الإخوان، الفكر الذي تربى عليه وتم غرسه في عقله ووجدانه سنوات طويلة.. وهذا ما يفسر لنا ذلك التعاطف غير المباشر للجماعة الذي لا يستطيع بعض المنشقين عنها إخفاءه، مثلما هو حادث الآن في أحاديث بعض المنشقين عن فض اعتصام رابعة والنهضة بالقوة، والأحاديث تتشابه في أجزاء عديدة منها مع أحاديث قادة الإخوان وأعضاء جماعته الذين لم ينشقوا عنها.. وربما يكون الاختلاف الوحيد في تلك الشتائم هو أن المنشقين لا يستخدمون الألفاظ الجارحة والشتائم التي يستخدمها غير المنشقين.. إنه الحنين الأيديولوجي أو الفكري للجماعة.
الجريدة الرسمية