رئيس التحرير
عصام كامل

المنشقون عن الإخوان «٣»


جماعة الإخوان قامت منذ تأسيسها على مبدأ السمع والطاعة لشخص واحد ولذلك تعاملت قيادتها التي تتابعت عليها مع أي خروج على هذا المبدأ وبأي تمرد عليها من قبل أي عضو فيها أو مثل جماعات المافيا الشهير التي تتعامل مع الخارجين عليها باعتبارهم من ألد الأعداء لها.. ولذلك مما يثير الدهشة وجود منشقين على جماعة الإخوان يجاهرون هكذا بانشقاقهم قبل أن يتم طردها من حكم البلاد ومطاردتها أمنيا كما يحدث الآن.


نعم كل منشق عن الجماعة خرج علينا بحكاية خاصة به يفسر بها انشقاقه عن الجماعة ورفضه لها ولسياساتها واعتراضه على مواقفها وسلوكها.. ولكن لم يقل لنا منهم، باستثناء ثروت الخرباوي، هل سعت الجماعة خاصة وهي في عز قوتها وأثناء وصولها إلى الحكم لمعاقبته على الانشقاق عليها والانسلاخ منها أم أنها تقبلت ذلك عن طيب خاطر، رغم أنها في بداية عمرها الذي تجاوز الثمانين عاما وبتوجيه من مؤسسها حسن البنا عاقبت بالضرب المبرح من اكتشفوا مخالفات مالية فيها وهم في طريقهم لإبلاغ النيابة عن هذه المخالفات.

ولذلك.. فإن أي حديث عن انشقاق عن جماعة الإخوان هكذا دون أن تحرك الجماعة وقيادتها ساكنا أمر ليس بالمستساغ.. حتى كبار قادتها الذين سبق أن أعلنوا أنهم تركوا الجماعة مثل د. أبوالفتوح حرصوا على التـأكيد أنهم مازالوا ينتمون إليها أيدلوجيا.. أي إنهم تركوها تنظيما فقط ولم يهجروها فكريا.. أي مازالوا يؤمنون بهذا الفكر الذي قامت عليه الجماعة ويتم تربية أعضاء وكوادر الجماعة عليه.. وهنا يجب أن نتوقف قليلا أمام تأثير هذه التربية الكفرية لمن أعلنوا أنهم انشقوا عليها.
الجريدة الرسمية