أسرار من داخل مكتبات «كبار الأدباء»
يقدر العامة الكتاب والمبدعين، لأن الله حباهم موهبة خلق عالم مواز يظهر في كتاباتهم، فالراوي يخلق شخوصا وأمكنة وأزمنة خاصة به، يحرك أبطال عمله وقتما وكيفما شاء، يحيي هذا ويميت ذاك حسب رؤيته الشخصية، وغالبا ما يكتب الراوي في مقدمة عمله عبارة «جميع أحداث العمل من خيال الكاتب ولا علاقة لها بالواقع».
هذا العالم الافتراضي جعل الناس ينظرون للروائيين والمبدعين بأنهم أناس غير طبيعيين، والواقع يؤكد أن لكل منهم عادات وتقاليد غريبة، خاصة أثناء الكتابة، ربما لم يفصح عنها لكن كشفها المقربون بعد موتهم أو قبل رحيلهم بقليل.
فالشاعر الأمريكي «ادجاربو» كان يضع قطا على كتفه أثناء الكتابة، أما الأديب النرويجي أبسن كان يضع أمامه صورة للأديب (سترندبرج) وهو ألد أعدائه، وكان يقول: إنما أردت أن أغيظه وهو يتفرج على إبداعي قبل نشره على الناس.
أما الكاتبة البريطانية جي. كي. رولينج، كاتبة سلسلة هاري بوتر الشهيرة على مستوى العالم تكتب رواياتها على أوراق مقسمة إلى مربعات، ثم بعد ذلك تقوم بجمع الرواية في تسلسل واحد.
الروائي الأمريكي إرنست همينجواي صاحب نوبل كان يصعد في أعلى منزله ويكتب بالقلم الرصاص وهو واقف ومنتعل حذاء أكبر من مقاسه.
ماركيز أيضا كما نشرت مجلة فرنسية، له طقوس تتمثل بجدولة ساعات الكتابة، فقد كان يخصص ساعات محددة للكتابة بشكل يومي، فيكتب من الساعة السادسة صباحًا حتى الثانية ظهرًا، وكان في شبابه يدخن بكثرة عند الكتابة، معتبرًا أن التدخين عامل من عوامل اليقظة الكتابية.
نجيب محفوظ كان يستمع للموسيقي قبل الكتابة، ويشرب القهوة ويدخن بشراهة أثناء الكتاب، أما نزار قباني، فكان يكتب على ورق ملون أصفر أو زهري وكان يعيد الكتابة على الورقة الواحدة عدة مرات، وينفصل تماما عن كل ما هو محيط به حتى ينهي كتابة القصيدة.