رئيس التحرير
عصام كامل

ملوك على عرش التلاوة.. عبد الباسط والطبلاوي!


نجما التلاوة القرآنية في السبعينيات والثمانينيات تقريبا بلا منافس.. صحيح كان موجودا غيرهما.. كان ولا زال موجودا الشيخ أحمد الرزيقي، نقيب القراء السابق، وكذلك الشيخ راغب مصطفى غلوش، وحتى سنة 80 كان المقرئ الكبير الشيخ الحصري، ورحل قبله بعامين الشيخ مصطفى إسماعيل، وبعد الحصري بأربعة أعوام الشيخ محمود علي البنا، إلا أن شيخينا كانا في صدارة النجومية كالأهلي والزمالك، وحولهما فرق أخرى كبيرة وقوية.. لكنهما وحدهما تقريبا في الصدارة!


ربما ساهم الرحيل المبكر للشيخ محمد صديق المنشاوي، بأسلوبه المميز المتميز، وفي الفترة تقريبا عينها رحل الشيخ طه الفشني، وكلها أسماء كبيرة جدا.. ولكن من عاش في أوائل السبعينيات وحتى أواخر الثمانينيات أو من يتذكر بعض تفاصيلها، سيتذكر أن المقرئين في القرى والريف كانوا يتنافسون على تقليد الشيخين الجليلين، وكان الناس يطلقون على شيوخ القرى اسميهما مدحا وتشجيعا، بينما التنافس في المناسبات الرسمية كانت من نصيبهما، وكذلك صلاة الجمعة والأعياد وشرائط الكاسيت بعد الأسطوانات، وأيضًا تلقي دعوات السفر للخارج في مناسبات دينية أو احتفالية أو بدعوات من الملوك والرؤساء!

ورغم التباين الكبير في الأداء بينهما، بين مدرسة التحليق في السماء مع عبد الباسط عبد الصمد، ومدرسة الإيقاع المتعدد وقوة الأداء مع الشيخ محمد محمود الطبلاوي، إلا أن لكليهما روحا تتكامل مع الأخرى، وتميزها ولا تتصادم معها، ومع ذلك يربطهما النفس الطويل، وأيضا لكليهما مدرسته التي أسسها لم يسبقه إليها أحد، ظل الشيخ عبد الباسط رائدها وناظرها حتى رحيله رحمه الله عام 88، ويبقى الشيخ الطبلاوي رائدا وناظرا لمدرسته في التلاوة أطال الله عمره!
الجريدة الرسمية