برلمان النخبة العاطفية مرة أخرى !
إن أخطر المشاهد السياسية التي تواجه الحالة المصرية هي بناء الرأي السياسي على المشاعر الوقتية وقد يقبل هذا التصرف من ضعيف الثقافة أما المتعلم الذي يدعي أنه يمتلك من الثقافة والإدراك والتعليم فتحركه الأهواء والمشاعر فهذا خطر على مستقبل التحول الديمقراطي.
يجب أن يدرك من يصفون أنفسهم بالمثقفين وقادة المجتمع المصري أحداثيات الوضع المصري وتحدياته الداخلية والخارجية ضد الوطن.. الإخطار والأطماع والطموحات المستهدف تحقيقها وليس الأحلام السرمدية ويجب أن ندرك مستوي الأزمة التي حصرت تفكير هؤلاء بالنقد لا لشيء سوي النقد بلا حلول واقعية.
الأخطر أن هناك إثباتات أن الشعب فقد الثقة في النخب لما لمسه من تخبط آرائهم إبان أعوام الثورة وحكم الإخوان بل ودعمهم للإخوان في بعض الأحيان ومخاطبة مشاعر البسطاء بكلمات فضفاضة مثل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية بلا معاني محددة وتطبيقات هادفة للتحقيق.
أن رقم ٦٤ مليار لمشروع القناة أثبت انعزال هؤلاء عن الرأي العام المصري لأنه أثبت ثقة الشعب في كلمات الرئيس ولم يثق فيمن شككوا في تنفيذ المشروع بكل قدراتهم الإعلامية.
لقد صدق أنصاف المتعلمين أنهم قادرون على إقناع الشعب وثبت أنهم عاجزون عن إقناع بعضهم لبعض وهذه خطيئة من سمح لهم بحمل شهادات بلا ثقافة ومن استضافوهم على الفضائيات والأخطر أنهم يتحركون بناء على شائعات وأفكار مشوشة فيما يسمي نخب أنثوية العاطفة.
ما زال هؤلاء لا يرون نجاح الدولة مرحليا في عدة قطاعات ولا ننكر وجود نقاط ضعف ولكن هناك تحسن كبير في بناء منظومة دولة تعرضت لمحاولات الهدم ويحاولون التركيز على نقاط الضعف وكسر روح الاصطفاف الوطني حول الرئيس وكلها محاولات واهية.
مرة أخرى يعتذر الرئيس للمحامين رغم أن الشعب ملتف حوله بقوة ولا لشيء إلا لأنه يؤسس دولة القانون ولم نجد من المعارضين من يحييه على شجاعته لأنه يثبت أنه ليس بحاكم منزه عن الخطأ بل إنسان طبيعي ويمثل القدوة في الاعتذار واحترام حقوق الإنسان.
أصبحت عاطفية وتشوش هؤلاء عقبة أمام انطلاق مصر نحو التنمية فهناك من التصقت بذهنه صورة ذهنية رسمها الإخوان عن مصطلح دخيل إلا وهو حكم العسكر بدون التحليل المنطقي لتكوين الجيش المصري الأصيل وعقيدته ولاحتياج الوطن لقدرات هذه المؤسسة تنظيميا وبشريا مرحليا في ظل انهيار مؤسسات الدولة خلال حكم الإخوان ولا ننسي قيام هذه المؤسسة بتوفير المواد التموينية مثل اللحوم السودانية منخفضة التكلفة للمواطن التي سيطر عليها مافيا السوق السوداء مما حكم أسعار السوق المصري في المواد التموينية الأساسية لصالح المواطن المصري والي تنفيذ مشروعات الطرق وقناة السويس بالتزام كامل وبعد كل هذا يسمع المصريون نقد أنصاف المتعلمين لدور المؤسسة العسكرية في الاقتصاد بلا أي حلول في ظل توحش مافيا الاقتصاد إبان سنوات الفوضي.
تحية للشعب المصري الذي أصبح أكثر ثقافة من مثقفيه وأكثر عملية من نخبة تحركها العواطف والمشاعر بلا تحليل.
أتمني أن تفرز الانتخابات البرلمانية نخبة جديدة مختلفة تعتمد على الوعي المجتمعي للمواطن المصري البسيط حتى لا نخاطر بمصير الوطن مرة أخرى.