«رمضان ولى» سقطة أدبية في حياة «أحمد شوقي».. «الشعراوي» ينتفض ضد «أمير الشعراء» ويغير نظرته من القرآن..«بلال فضل»:لو فعلها إعلامي لاتهموه بازدراء الإس
لم يكن لقصيدة أن تنال هذا الحظ الوفير من اللغط والسب مثل الذي نالته قصيدة "رمضان ولى" لأمير الشعراء أحمد شوقي؛ حيث تباينت ردود الأفعال والتناقضات حولها بصورة كبيرة، وتقول القصيدة: "رَمَضانُ وَلّي هاتِها يا ساقي مُشتاقَةً تَسعى إِلى مُشتاقِ، ما كانَ أَكثَرَهُ عَلى أُلّافِها وَأَقَلَّهُ في طاعَةِ الخَلّاقِ، اللَهُ غَفّارُ الذُنوبِ جَميعِها إِن كانَ ثَمَّ مِنَ الذُنوبِ بَواق، الأَمسِ قَد كُنّا سَجينَي طاعَةٍ وَاليَومَ مَنَّ العيدُ بِالإِطلاقِ".
شهر رمضان
البعض قرأ القصيدة بعين المحب، ومال إلى أن شوقي لم يكن يقصد إهانة شهر رمضان وتبجيل الخمر، وإنما كان يعالج الأمر بطريقة ساخرة متهكمة، وآخرون قرأوها بعين الساخط، وصنفها على أنها عثرة وسقطة كبيرة في حياة الشاعر.
الشعراوي
وكان أمير الدعاة الشيخ محمد الشعراوي، من أوائل الناس الذين انتبهوا إلى القصيدة، ومر من خلالها بموقف مباشر مع أمير الشعراء، ويقول الشعراوي: "كنتُ غاضبًا منه لأني أحبه، وفاجأني بقصيدته التي نُشرت في الصحف "رمضان ولّى هاتها يا ساقي"، وكأنه الذي امتنع عن الخمر في شهرِ رمضان ثُم ارتاح بانقضائِه حتى يعُود إليها، وقلت لنفسي: لا بد أن أَذهب لمقابلةِ الرجل، وكنت في سن الشباب، فجئنا إلى القاهرة، وكان الشيخ مصطفى يعرفُ شخصًا يعلم دائمًا بالمكان الذي يوجد فيه شوقي، فقال الرجل لنا: إنه موجود في عش البلبل عند الهرم واصطحبنا إليه، وقال لشوقي: "هؤلاء شباب من أشد المعجبين بك، ويحفظون شعرك كله، ويأملون فقط في رؤيتك".
وأضاف: "عندما التقينا به سَألني شوقي: ما الذي تحفظه عني؟، فعددت له قصائد عديدة، فسألني: ومن الذي دفعك إلى هذا؟، قلت له إن والدي كان يمنحني مالًا عن كل قصيدةٍ أحفظها لك، فتبسم قائلا: مرحبا بك، وقلت له: إن لنا عتابًا عليك، فسألني: فيمَ العتاب؟!، فقلت له: ما هي حكاية (رمضان ولى هاتها يا ساقي)، فضَحكَ شوقي كثيرًا.. وقال: ألستُم حافظين للقرآنِ الكريم؟!، قلنا: بالطبع نحفظه، فقال شوقي: ألا تعرفون الآية التي تقول: (أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ * وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ) وكان ردًا أفحمَنا".
بلال فضل
أما بلال فضل، فيقول: "تخيل معي ما الذي يمكن أن يحدث لو ظهر على شاشات التلفاز كاتب أو مذيع في أول أيام عيد الفطر، وقال للناس وهو يضحك: كل سنة وأنتو طيبين، ها هو رمضان قد ذهب فدعونا نخرج من سجن الطاعات الذي كنا محبوسين فيه ونعيش حياتنا قليلا، غالبًا لن ينتهي به اليوم إلا وقناته التليفزيونية أو الصحيفة التي يعمل فيها محاصرة بآلاف البشر الذين يطلبون رقبته ويهدرون دمه، وربما وجدوه بعدها بأيام مطعونا بخنجر في رقبته من شخص غيور على الدين، وفي أحسن الأحوال سيطارده (بدل المحامي) عشرون مطالبين بإيقاع أقصى العقوبة عليه لقيامه بازدراء الدين الإسلامي".
قصيدة معارضة
وكان آخر ما طرأ من نقد للقصيدة، أن عارضتها الشاعرة ياسمين الحمود، وكتبت قصيدة معارضة على نفس الوزن والقافية لقصيدة أمير الشعراء، تقول فيها: "رمضان ولى جل وجه الباقي.. رمضان شهر الجود والإعتاق.. شهر التقى والخوف والإشفاق.. رمضان ولى فالدموع تبينه، والقلب مكلوم من الأشواق".