رئيس التحرير
عصام كامل

وزير الثقافة لسطوطة الفنجري: أنا بتاع كلام.. هي الثقافة إيه غير شوية كلام؟!

فيتو

منذ أن تولى الدكتور "عبد الواحد النبوى" مهمة وزارة الثقافة وهو لم يكف عن الإصرار على الوجود المستمر في الصحف والفضائيات والمواقع الإلكترونية.


تصريحات يومية أقرؤها وأشاهدها للرجل أشعرتنى بأنه الوزير الوحيد الذي يعمل في حكومة "إبراهيم محلب".. في الوقت الذي لم أشهد فيه أي تقدم في الثقافة المصرية.. اللهم إلا صراعات ومناوشات بينه وبين قيادات المثقفين بالوزارة ليس لسبب واضح سوى أنهم يعتبرونه أستاذًا في التاريخ ليس له علاقة بالثقافة والمثقفين.. بينما يرى هو أنه مثقف أكثر منهم جميعًا.

كثير من أصدقائى الأدباء والفنانين جاءوا إلى مكتبنا بـ”درب الفشارين” يشكون تصرفات الوزير معهم.. إلا أننى قلت لهم إنه رجل نشيط جدًا والدليل أننى أراه يوميًا على صفحات الجرائد والقنوات الفضائية.
فقالوا لى: وهل النشاط بكثرة التصريحات أم بكثرة العمل والإنجاز؟!
فقلت لهم طبعًا بكثرة الإنجاز والعمل!
فقالو لى: وماهى إنجازاته التي تشهدينها يوميًا ياست سطوطة؟!
وهنا توقفت ولم أستطع الإجابة.. بعدها راجعت تصريحات الوزير فوجدتها بالفعل مجرد وعود لمشاريع سيتم إنجازها في سنة 2030.. وهنا قررت أن أذهب بنفسى للرجل حتى أفهم منه كى لا أظلمه إذا ما تبنيت فكرة الاقتناع بهذا الإحباط الذي يصيب قيادات الثقافة في مصر.

اتصلت بالدكتور عبد الواحد فعرفته بنفسى فقال لى طبعا نار على علم ياست سطوطة.. أنا في انتظار معاليكى في أي وقت غدا إن شاء الله.
بالفعل في اليوم التالى توجهت لوزارة الثقافة فاستقبلنى الرجل بترحاب شديد ومع فنجان القهوة دار بيننا هذا الحوار:

قلت له: أنا أراك يوميًا في الصحف والفضائيات وهذا دليل على أنك وزير نشيط وتحقق إنجازات سريعة في الوزارة!
قال: والله ياست سطوطة إحنا بنعمل اللى علينا من أجل مصر.. فأنا تقريبا لا أنام.. فكل ساعة يكون أمامى صحفى أو إعلامي ليستمع لإنجازاتى!
قلت له: وما هي إنجازاتك ياسيادة الوزير؟!
قال: لقد تم الانتهاء من عدة مشروعات، كما تم البدء في مشروعات جديدة!
قلت: ياسلااااااااااااااام دا إيه الإنجازات الكبيرة دى.. ياراجل بقولك قولى عملت إيه وسيبك من تصريحات الجرايد اللى ماحدش بيفهمها دى!
قال: إحنا ياست سطوطة لدينا خطة بأن تصل المواقع الثقافية في مصر إلى 1000 موقع ثقافى بحلول عام 2020
قلت: يعنى أشد في شعرى ياناس؟!.. ياراجل بقولك انت عملت إيه مش هتعمل إيه.. وثانيا أنا مالى بسنة 2020 دى.. ريحنى الله يريحك!
قال: إنه يجرى الآن الاستعداد لافتتاح العديد من المواقع الثقافية والتي كانت قد توقفت منذ فترة منها القناطر الخيرية وكرداسة وحلايب ومسرح الجيزة الشتوى.
قلت: طيب دى حاجات قديمة والعمل بها قائم قبل أن تتولى أنت مسئولية الوزارة.. أنا عايزة أعرف انت عملت إيييييييييييه ماتروشنيش!
قال: إننا نريد أن يصل الكتاب إلى مستحقيه من خلال إقامة معارض الكتب لإصدارات وزارة الثقافة ودور النشر الخاصة في كل المحافظات، فمعرض القاهرة الدولى للكتاب هو الحفل السنوى لمصر وللدول المشاركة، لكننا حريصون على أن نذهب بالمعارض لكل محافظة، وهو ما بدأت فيه وزارة الثقافة ونعمل جاهدين على زيادة هذه المعارض.
قلت: بااااااااااااااااااارضو قديمة.. ياعمنا انت هنا مش قاعد مع “لميس الحديدى”.. انت قاعد مع سطوطة الفنجرى.. يعنى مش هسيبك تقول تصريحات وأكتبلك مانشيتات.. قولى بقى عملت إيه من ساعة ما بقيت وزير غير تصريحات الجرايد والمواقع والفضائيات؟!
قال: أنا قمت بنقل بعض القيادات من مناصبها وجئت بقيادات جديدة لضخ دم جديد في الوزارة!
قلت: دى مش إنجازات.. دى قرارات عملت مشاكل بين القيادات في الوزارة.. وانت جيت تكحلها عميتها.. ياراجل أنا عايزة إنجازاااااااااااااااااات قبل ما أموت منك!
قال: لدينا تجربة جديدة اسمها “صيف ولادنا” سيقوم من خلالها الشباب بعمل العديد من النشاطات!
قلت: يعنى تقصد نشاطات في فنون الكتابة والرسم والإبداع الأدبى وكدا؟!
قال لا ياستى.. نشاطات في الرياضة والفن والزراعة والحرف اليدوية!
قلت: وما دخل وزارة الثقافة في الفن والزراعة والرياضة والحرف اليدوية.. انت هتبوظلى دماغى ليه ياعم الوزير؟!
قال: دا مشروع ستشارك فيه 16 وزارة ووزارتنا واحدة منهم تهتم بالأدب والكتابة والرسم ياستى.. هو أنتى هتتعصبى عليا ليه كدا؟!
قلت: ماهو انت فورت دمى ياعمنا.. أنا بسألك إيه الإنجاز اللى انت عملتها واللى أنا ممكن أفهمه من تصريحاتك في الصحف والفضائيات كل يوم؟!.. لأن صيف ولادنا ده مشروع ستقوم به الحكومة بالتعاون مع 16 وزارة.. أنا عايزة أعرف انت كوزارة ثقافة عملت إيه في أم الثلاثة شهور؟!
قال: طب وانتى مصممة تعرفى ليه؟!
قلت: علشان حضرتك أدليت بتصريحات خلال ثلاثة شهور هي عمرك في الوزارة تكاد تكون أكثر من تصريحات “إبراهيم محلب” خلال العامين الماضيين.. ورغم ذلك أنا لم أجد لك أي إنجاز على أرض الواقع اللهم إلا سوف نعمل ونحن نخطط وكل مشروعاتك ستنتهى عام 2030.. يعنى أكون أنا وأنت والشعب في عالم الموتى ولن نستفيد بشيء!
قال: أنا أعمل من أجل الأجيال القادمة وليس من أجلك أنت والشعب الموجود حاليا!
قلت: ليه هو إحنا مش ماليين عين سيادتك يعنى ولا إيه؟!
قال: حاجة زى كدا.. ممكن ننهى الحوار دا بقى؟!
قلت: يعنى أنا مش عارفة إيه علاقة التاريخ بالثقافة؟!
قال: ومين جاب سيرة التاريخ دلوقتى.. إنتى بقى اللى هتجننينى مش أنا اللى هجننك!
قلت: أنا قصدى أنك دكتور في التاريخ.. إيه بقى علاقتك بالثقافة؟!
قال: أنا الذي رممت المخطوطات ونجحت في حفظها بدار الوثائق القومية وحفظتها إلكترونيا ولهذا اختارونى وزيرا للثقافة!
قلت: طب يعنى الوثائق اللى حضرتك رممتها دى وثائق شعر أم قصص قديمة أم روايات ومسرحيات أم لوحات فنية نادرة أم ماذا؟!
قال: إنها وثائق تاريخية منها عقود إيجار لأماكن أثرية وكذلك ملكيات ووصايا من أمراء وملوك لأبنائهم.. دا حتى الوثيقة التي أثبتت أن “طابا” هي أرض مصرية وقدمناها للمحكمة الدولية قد خرجت من عندنا بدار الوثائق القومية!
قلت: طيب ياسيدى على عينى وراسى.. لكن إيه علاقة الوثائق التاريخية بالثقافة؟!
قال: أنا أصلا مثقف وقارئ جيد!
قلت: وهل يصلح أن نأتى بطبيب بيطرى مثقف ونوليه وزارة الثقافة؟!
قال: ليه لأ؟!
قلت: فعلا ليه لأ.. علشان كده أنت بقى عمال تشيل في القيادات الثقافية من مناصبهم!
قال: لأنهم دائمًا يشعروننى بالنقص ويعايروننى بأننى بتاع تاريخ مش ثقافة!
قلت: لا بصراحة مالهمش حق.. بس قلى ياسيادة الوزير.. هي فين إنجازاتك التي أقرأ عنها في الصحف وأشاهدك وأنت تعد بها في الفضائيات؟!
قال: تااااااااااااااااااااااااااااااااانى.. إنتى ياستى مستقصدانى ولا إيه.. عديها بقى!
قلت: على فكرة أسلوب المراوغة دا أسلوب إخوانى وأنا سمعت إنك من الإخوان والدليل إنك كنت بتشتغل في دولة قطر التي تحتضن الإخوان
قال: أنا كنت بشتغل في قطر قبل أن يتم تصنيفها بالدولة داعمة الإرهاب!
قلت: يعنى قصدك أننا بنتهمها بالباطل أنها داعمة للإرهاب؟
قال: شكلك كدا عايزة تودينى في داهية ياست سطوطة!
قلت: طب أنا عايزة أعرف انت أنجزت إيه في أم الوزارة منذ توليك منصب الوزير؟
قال: أنا بتاع كلام ياستى.. هي الثقافة إيه غير شوية كلام مكتوب.. مبسوطة كده ؟!
قلت: طبعا مبسوطة وانت جبت المفيد.. يلا بقى سمعنى بودعك!
قال: طب أنا عندى شوية كتب وإصدارات من الوزارة عايز أقدمهالك هدية وماتنسيش تشوفينا في كام تصريح حلوين كدا!
قلت: لا ياسيدى أنا أخدت منك أحلى كلام.. هي الثقافة إيه غير شوية كلام!
الجريدة الرسمية