رئيس التحرير
عصام كامل

«القمامة كنز لايفنى».. جدل حول استخدام المخلفات في توليد الكهرباء.. الحكومة ترفض الاقتراح بسبب التكلفة.. وخبراء يؤكدون: التطبيق صعب بسبب أضرار الحرق والفرز.. وانتشار الأمراض «أخطر النتا

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

رغم كثرة الأحاديث عن وسائل توليد الكهرباء بصورة يمكنها سد العجز ومواجهة الاحتياجات المتزايدة للطاقة، أكدت مصادر صحفية أن حكومة المهندس إبراهيم محلب رفضت مقترحا لاستخدام القمامة في توليد الكهرباء بدعوى أن المشروع لم يحقق نجاح في أي دولة أفريقية، حتى الآن كما أنه في أوربا تشير الدراسات إلى إخفاق هذه التكنولوجيا، لصعوبة استرجاع تكلفتها، مما يزيد الأمر صعوبة في استخدامه بالبلاد ذات الاقتصاد المتوسط مثل مصر.


وعلي الجانب الآخر أثار الرفض الحكومي لاستعمال القمامة في توليد الكهرباء جدلا بين الخبراء الذين أكد بعضهم أن الأمر يحتاج لدراسة جدوى قبل الرفض، فيما رأي البعض الآخر أن استخدام القمامة في توليد الكهرباء سيكلف الدولة الكثير بالإضافة إلى عمليات الفرز، والحرق التي تتسبب في نشر الأمراض والأوبئة.

تكنولوجيا معروفة

وفى هذا الإطار قال الدكتور عابد خطاب وكيل نقابة المهندسين في تصريح لفيتو: إن استخدام القمامة في توليد الكهرباء، تكنولوجيا معروفة في دول كثيرة، لكن هناك احتياجات وإنشاءات لتنفيذ هذا المشروع، من خلال فصل القمامة عن بعضها، لافتا إلى أن القمامة في مصر لا تصلح نظرا لتراكمها، وأن توليد الكهرباء يحتاج أنواع معينة فقط من القمامة.

فرز القمامة

وأوضح خطاب أن المواطن بالدول الأوربية، يفرز القمامة قبل التخلص منها لكنها في مصر عبارة عن أكوام، مشيرا إلى أن عملية الفرز ستكلف الدولة الكثير، وبالتالى لابد من توعية المواطنين بفرز القمامة قبل إلقائها نظرا لاستخدامها لهذه الاغراض، لأن عملية الفرز قد تتكلف أكثر من الاستخدام العادى.

إعداد دراسة

وأضاف خطاب أن الحكومة لابد أن تعد دراسة حول هذا المشروع، قبل رفضها له بهذه الطريقة المتسرعة، موضحا أنها دائما تتخذ القرار ولا يعرف أحد أسبابه، ولا تقوم بعمل دراسة جدوى حول المشروع.

وأشار أن تطبيق هذا المشروع بعد دراسته سيحل أزمة القمامة التي تهدد مصر، إلى جانب توفير المواد البترولية لأغراض أخرى، نظرا لأزمة الوقود التي تشهدها البلاد كل عام، موضحا أنه في حال تقديم الحكومة الدراسات اللازمة للمشروع، سيهتم المواطن بفرز القمامة لوحده.

فرز دقيق

ومن جانبه قال الدكتور عمرو حسن أستاذ الطاقة، أن استخدام القمامة في توليد الكهرباء يحتاج إلى فرز دقيق جدا للقمامة، لافتا إلى أن الحرق يتم في محطات توليد الكهرباء وشركات الأسمنت، كما يحدث في الدول الأخرى، وأن الحرق في مصر يمكن أن يسبب أزمات كبيرة لعدم الفرز الجيد للقمامة.

تلوث الهواء

وأشار حسن إلى أن حرق القمامة يؤدى إلى تلوث الهواء، ونشر الأمراض والأوبئة، نظرا لعدم الفرز الجيد، موضحا أن هذه الوسائل تستخدمها الدول التي لا يوجد عندها البدائل، مثل دولة السويد التي تستورد القمامة من الخارج لحرقها وتوليد الكهرباء، لكن في مصر توجد عدة بدائل مثل الطاقة الشمسية وطواحين الرياح.

نشر الأمراض

وأضاف حسن أن حرق القمامة، سيؤدى إلى نشر الأمراض والسموم بين المواطنين، نظرا لعدم وجود دقة في عمليات الحرق والفرز، وأنه يمكن استخدام القمامة في أشياء أخرى مثل تصنيع بعض مستلزمات السيارات، وصناعة الورق.

تكاليف زائدة

قال الدكتور حفظى زايد أستاذ الكهرباء: أن استخدام القمامة في توليد الكهرباء أمر مكلف للغاية، وفى حال إنشاء محطة لتوليد الكهرباء من القمامة ستكون مكلفة جدا بالإضافة إلى أن توليد الكهرباء سيكون ضعيف جدا، ويحتاج إلى تجهيزات عالية، مشيرا إلى أن عملية فرز القمامة تحتاج أيضا إلى تكاليف عالية، حتى لا تكون ضارة بالمواطنين.

الجريدة الرسمية