رئيس التحرير
عصام كامل

أحلم


كم من أشياء كثيرة تحققت في الدنيا كانت فيما مضى حلما، إلا أن إصرار الناس على تحقيقها قد ساعد على تشكيل حاضرنا، فها نحن اليوم نعيش أحلام من سبقونا من الحالمين بغد أفضل.


لدينا 90 مليون مواطن لا بد أن يكون لهم 90 مليون حلم يسعون إلى تحقيقه، فمن يبدأ في تحقيق حلمه هو الذي يخطف الأنظار تجاهه، وهو المبادر إلى العمل، والباقون ينتظرون نتائج أفعاله، وإن ظهر في الأفق نجاح أسرع الكثيرون إليه ليصوروا أنفسهم معه، ليثبتوا أنهم معه في نفس صورة النجاح، وكأنهم هم من بدأوا معه منذ خط البداية، إلا أن الثواب والأجر الحقيقي لمن بدأ أولا بالحلم.

إنها جاذبية حب العمل تجاه الناجح، ونظرًا لعدم قدرة البعض على توقع النجاح، فإنهم لا يعملون، قد يكون بدافع الأمان والكسل وقضاء الحياة دون مغامرة أو الارتكاز إلى السلبية التي جعلت من الإنسان كائنا يعيش على الهامش بعيدا عن مجريات الأمور.

الأحلام هي رؤية المستقبل، وتتكون الصورة الكاملة لها يومًا بعد يوم حتى تكتمل على أرض الواقع، وفي مراحل الاكتمال يلفت أنظارنا ما نهتم به لنستكمل أحلامنا، فنلتفت إليه ونلتقطه لنستكمل به حبات العقد التي تكمل الصورة المرسومة في أحلامنا، وباهتمامنا بما نلتقط من حبات يهتم الناس أيضًا بما نهتم به، فيساعدوننا نحو تحقيق أحلامنا، فيلفت أيضًا أنظارهم ما نقوم بجمعه، ومع أنهم قد لا يؤمنون بما يدور في خلدنا إلا أنهم يساعدوننا حتى يتعرفوا على مواضع الغموض فينا.

فإن وجده الأصدقاء أعطوه لنا؛ مساهمة في استكمال البناء، وإن لم يكونوا أصدقاءً لنا، فقد يعطوه لنا للتحدي، وإن ما نتحجج به لاستكمال الحلم، أصبح متاحا، وعلينا أن نريهم ما سنحققه.. فالأصدقاء وغير الأصدقاء يساعدونك على تحقيق الحلم.

لذا.. احلم حتى إن كنت لا تجد في الدنيا مكانا يتسع لحلمك، فابحث عن الخيال ليتسع لذلك الحلم.. احلم واقصد بحلمك خير الدنيا وحسن ثواب الآخرة.. احلم ولا تترك لليأس بابا إلى نفسك، بل اقتحم باب اليأس واخرج منه إلى باب الأمل، ولا تجعل لليائسين إليك سبيلا.. احلم بكل ما أوتيت من قوة ولا تجعل أحدًا يُفسد لك حلمك.. فلتكن لنا أحلامنا حتى إن لم يكن لدينا أحلام.. وإن لم تكن لنا أحلام فإنه ليس لدينا حياة.
الجريدة الرسمية