إعلانات الحكومة في مسلسلات رمضان!
كل عام نكتب عن هيافات وتفاهات مسلسلات وبرامج رمضان، ومع ذلك الأمور في ازدياد كمًا وكيفًا، رغم مطالبة الرئيس السيسي للفنانين بأعمال محترمة تعبر عن هموم المجتمع وعن آماله وطموحاته، تغرس فيه القيم الإيجابية وتجنبه السلوكيات السلبية؛ لأن الدراما بالفعل هي أقصر طريق لتوصيل الرسالة، سواء كانت سلبية أو إيجابية، وأنه من المفترض أن يكون الفنان قدوة طيبة للشباب..
لكن لم يستجب أحد لكلام الرئيس بل بالعكس التفاهات أكثر.. برامج المقالب المصطنعة أكثر.. أجور الفنانين أكبر.. الموضوعات متشابهة.. التركيز على السلبيات وما يسيء للبلد، ويهين أبناءه في الداخل والخارج، وتصوير مصر كأنها مليئة بالفجور والبلطجة والرقص والشذوذ وتجارة المخدرات، وأنه لا مكان فيها للوطنيين الشرفاء فهم دائمًا مضطهدون، وأن رجال الأعمال كلهم فاسدون رغم أنهم هم الذين يشترون هذه التفاهات؛ لعرضها في قنواتهم الخاصة.
صناع الدراما لم يتحدوا فقط تعليمات الرئيس بل تعليمات المولى تبارك وتعالى بمثل هذه الأعمال في الشهر الكريم، مؤكدا أن هناك سلبيات كثيرة في المجتمع لا يمكن إغفالها، ولكن يجب تناولها للقضاء عليها، ولكن للأسف الدراما المصرية بدلا من أن تعالج هذه السلبيات أصبحت أحد أهم أسباب انتشارها، فحينما يرى الشباب القصور الفخيمة والحياة المترفة التي يعيشها تجار المخدرات والسلاح والأدوية الفاسدة، وأن هذه الأنشطة هي أسرع وسيلة للثراء الفاحش، فمن الطبيعي أن يصبح هؤلاء هم المثل والقدوة لكل شاب، حتى لو تم القبض عليه في آخر عشر ثواني من الحلقة الأخيرة فهو يستمتع بحياته طوال الثلاثين حلقة.
رغم كل الظروف والأحداث التي مرت بها البلد، فإنه ما زال لدينا ملايين المصريين يعملون في صمت ودون صخب أو ضجيج أو انتظار لأي مقابل، أين هم من الدراما؟، مئات الشهداء من الجيش والشرطة والمواطنين كل واحد من هؤلاء خلفه ألف حكاية وحكاية، الذي كان يعول أسرته والذي كان على وشك حفل زفافه والذي والذي.. هؤلاء ماتوا من أجل أن نحيا، أين هم من الدراما الرمضانية؟، ملابسهم التي تلطخت بدمائهم الذكية أشرف من كل التفاهات المعروضة حاليًا.. أحذيتهم التي تطايرت مع القنابل والمتفجرات أغلى من مئات الملايين التي تقاضاها العاملون في الدراما الفاسدة.
أهل الفن والدراما في مصر دائمًا يفضلون مصلحتهم فقط، دون أي اعتبار لمصلحة الوطن، ويعملون لصالحهم فقط، ينافقون أي نظام إلا القليل منهم، مثل الفنان المحترم محمد صبحي المهموم بسكان العشوائيات، الانتماء لديهم مجرد كلمات وشعارات في أغاني وأفلام، وغالبا ما يتقاضون أيضًا ثمنها كتابة وألحان وغناء وتمثيل.. هذا مسلكهم الطبيعي.
ولكن مسلك الحكومة غير طبيعي في قيام بعض الجهات التابعة لها وبنوك القطاع العام، بالإعلان داخل هذه المسلسلات والبرامج التافهة، كان يجب عليها أن تأخذ موقفا عمليا بمقاطعة هذه الأعمال، والتنبيه على الجهات الحكومية بعدم الإعلان داخلها، موقف سيكون له بالغ التأثير على صناع الدراما، وأيضًا قد يشجع القطاع الخاص بإلغاء تعاقداتهم الإعلانية.
أما تصرف الحكومة يعتبر موافقة ضمنية منها على هذه التفاهات، التي تحدت رغبة رئيس الجمهورية.. كنت ومازلت أتمنى أن تأخذ الحكومة موقفا إيجابيا، يُشعرني بأن هناك انضباطا في البلد، ولا تترك الأمور هكذا - سداح مداح - من يريد شيئا يفعله دون مراعاة الصالح العام.
صناع الدراما لم يتحدوا فقط تعليمات الرئيس بل تعليمات المولى تبارك وتعالى بمثل هذه الأعمال في الشهر الكريم، مؤكدا أن هناك سلبيات كثيرة في المجتمع لا يمكن إغفالها، ولكن يجب تناولها للقضاء عليها، ولكن للأسف الدراما المصرية بدلا من أن تعالج هذه السلبيات أصبحت أحد أهم أسباب انتشارها، فحينما يرى الشباب القصور الفخيمة والحياة المترفة التي يعيشها تجار المخدرات والسلاح والأدوية الفاسدة، وأن هذه الأنشطة هي أسرع وسيلة للثراء الفاحش، فمن الطبيعي أن يصبح هؤلاء هم المثل والقدوة لكل شاب، حتى لو تم القبض عليه في آخر عشر ثواني من الحلقة الأخيرة فهو يستمتع بحياته طوال الثلاثين حلقة.
رغم كل الظروف والأحداث التي مرت بها البلد، فإنه ما زال لدينا ملايين المصريين يعملون في صمت ودون صخب أو ضجيج أو انتظار لأي مقابل، أين هم من الدراما؟، مئات الشهداء من الجيش والشرطة والمواطنين كل واحد من هؤلاء خلفه ألف حكاية وحكاية، الذي كان يعول أسرته والذي كان على وشك حفل زفافه والذي والذي.. هؤلاء ماتوا من أجل أن نحيا، أين هم من الدراما الرمضانية؟، ملابسهم التي تلطخت بدمائهم الذكية أشرف من كل التفاهات المعروضة حاليًا.. أحذيتهم التي تطايرت مع القنابل والمتفجرات أغلى من مئات الملايين التي تقاضاها العاملون في الدراما الفاسدة.
أهل الفن والدراما في مصر دائمًا يفضلون مصلحتهم فقط، دون أي اعتبار لمصلحة الوطن، ويعملون لصالحهم فقط، ينافقون أي نظام إلا القليل منهم، مثل الفنان المحترم محمد صبحي المهموم بسكان العشوائيات، الانتماء لديهم مجرد كلمات وشعارات في أغاني وأفلام، وغالبا ما يتقاضون أيضًا ثمنها كتابة وألحان وغناء وتمثيل.. هذا مسلكهم الطبيعي.
ولكن مسلك الحكومة غير طبيعي في قيام بعض الجهات التابعة لها وبنوك القطاع العام، بالإعلان داخل هذه المسلسلات والبرامج التافهة، كان يجب عليها أن تأخذ موقفا عمليا بمقاطعة هذه الأعمال، والتنبيه على الجهات الحكومية بعدم الإعلان داخلها، موقف سيكون له بالغ التأثير على صناع الدراما، وأيضًا قد يشجع القطاع الخاص بإلغاء تعاقداتهم الإعلانية.
أما تصرف الحكومة يعتبر موافقة ضمنية منها على هذه التفاهات، التي تحدت رغبة رئيس الجمهورية.. كنت ومازلت أتمنى أن تأخذ الحكومة موقفا إيجابيا، يُشعرني بأن هناك انضباطا في البلد، ولا تترك الأمور هكذا - سداح مداح - من يريد شيئا يفعله دون مراعاة الصالح العام.
تدخُّل الحكومة في وقف هذه المهازل هو من صميم عملها بل من واجبها، وهو ليس ضد حرية الإبداع، كما يحاول أن يتحجج البعض؛ لأن ما نشاهده لا هو حرية ولا هو إبداع، بل إسفاف وتطرف أخطر على مصر من الإرهاب والتطرف الديني، أيضًا يجب على الحكومة فتح ملف القنوات الخاصة التي تخسر مئات الملايين، ومع ذلك مستمرة في تدمير البلد.
egypt1967@yahoo.com