رئيس التحرير
عصام كامل

أحكام الصيام عند شيخ الإسلام «ابن تيمية».. استحباب الوضوء في حالة «الشهوة الجسدية».. الإفطار بعد غياب قرص الشمس.. «الكحل والإبر» لا تبطل الصوم.. و«النية» محلها

فيتو

تكلم العديد من علماء المسلمين في فقة الصيام، وكان الشيخ ابن تيمية، أكثر من ذاع صيتهم في بيان الصوم، واحتوت مؤلفاته على العديد من القيم التي يجب على المسلم الاقتداء بها، ومن بين تلك المؤلفات «حقيقة الصيام» الصادر عن دار المكتب الإسلامي، وأعاد نشره الكاتب زهير الشاويش.



هو شيخ الإسلام تقى الدين أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبدالله بن الخضر بن تيمية النميري، وتيمية هي والدة جده الأعلى، وكانت واعظة راوية، وولد ابن تيمية في حران وهي من أمهات المدن بين دجلة والفرات عام 661، كان مشهورًا بالزهد والورع والعبادة مع الشجاعة والفروسية، فكان المدافع عن البلاد بسيفه، كما كان المدافع عن عقائد الأمة بلسانه وقلمه، حيث دافع عن دمشق حين عزاها التتار، ولكن شاءت الأقدار أن تثور عليه الحكام، ليناله الأذى والشجن والنفي والتغريب، ولكنه ما لأن ولا خضع.

مفسدات الصوم
ويستعرض الكاتب في فصله الأول الذي جاء تحت عنوان "فيما يفطر الصائم ومالا يفطره"، ما يفسد صوم المسلم، وهو نوعان: ما يفطر بالنص والإجماع وهو الأكل والشرب والجماع، وما تنازع فيه أهل العلم من الكحل والإبر، إلا أن ابن تيمية يميل إلى أن تلك الأمور لو أن الله ورسوله حرمها على الصائم لكان يجب على الرسول بيانها، أو نقلها أحد من أتباعه وصحابته، ولكن لم ينتقل إلينا في ذلك لا حديثًا ضعيفًا ولا صحيحً، مشيرًا إلى أن الحديث المذكور عن الكحل ضعيف ورواه أبو داود في السنن.

الوضوء في حالة الشهوة
ويتناول الفصل الثاني من الكتاب استحباب الوضوء لمن لمس النساء فتحركت شهوته، قائلا: "من تفكر فتحركت شهوته فليتوضأ، مشددًا على استحبابه وليس وجوبه، كما أوضح أن الصلاة في الأماكن المليئة بالحيوانات ليس بنجس، قائلا: "إن بول ما يؤكل لحمه ليس بنجس، والقوم كانوا أصحاب إبل وغنم، يقعدون ويصلون في أمكنتها، فلو كانت بمنزلة المراحيض كان النبي يأمرهم باجتنابها، وألا يلوثوا أبدانهم وثيابهم بها، أثبتت الأحاديث أن النبي وأصحابه، كانوا يصلون في مرابض الغنم".

النية
أما الفصل الثالث والأخير فيطرح فيه المؤلف مجموعة من الأسئلة التي تم طرحها على الشيخ، وكيفية إجابته عليها، ويقول أحد الأسئلة: إن ابن تيمية سئل عن من لم ينوي الصيام وهل له من أجر على صيامه؟

وأجاب الشيخ أنه على كل مسلم يعتقد أن الصوم واجب عليه، وهو يريد أن يصوم شهر رمضان، فعليه بالنية، أما إذا كان يعلم أن غدًا رمضان فلابد أن ينوي الصوم، فإن النية محلها القلب، وإن التكلم بالنية ليس واجبًا بإجماع المسلمين، فعامة المسلمين إنما يصومون بالنية، وصومهم صحيح لا نزاع عليه بين العلماء.

موعد الإفطار
وجاء في سؤال آخر، هل يجوز للصائم أن يفطر بمجرد غروب الشمس؟، فأجاب أنه إذا غاب جميع القرص أفطر الصائم، ولا عبرة بالحمرة الشديدة الباقية في الأفق.
الجريدة الرسمية