وزير الخارجية اليمني يحمل الحوثيين مسئولية عدم التوصل إلى هدنة
أثبت مؤتمر جنيف الذي عقد بين الأطراف اليمنية المتصارعة، أن المتمردين الحوثيين وضعوا البلاد على شفا حفرة من النار؛ لإشعال المزيد من التوترات والحرب في اليمن، بعد فشل مؤتمر جنيف الذي جرى على مدى أيام عدة، وفشل في التوصل إلى اتفاق لبلورة هدنة إنسانية بين الفرقاء اليمنيين.
وأعاق الحوثيون بتعمد واضح التوصل لاتفاق، وأفشلوا الجهود الدولية للتوصل لهدنة باليمن، فالحوثيون وحليفهم المخلوع علي عبد الله صالح مسئولون مسئولية مباشرة عن انهيار مفاوضات جنيف؛ بسبب عدم رغبتهم أصلا في المفاوضات.
وحمل وزير الخارجية اليمني، رياض ياسين، الحوثيين مسئولية عدم التوصل لاتفاق، وأكد أن الجهود ستستمر للتوصل إلى حل سياسي للنزاع، ولكن لم يحدد موعد بدء جولة جديدة من المحادثات.
ونتيجة لتعنت الحوثيين ورفضهم الانسحاب من المناطق، التي سيطروا عليها منذ شهر سبتمبر فشل المؤتمر، بالإضافة إلى إصرارهم على وقف الغارات الجوية قبل التوصل لأي اتفاق، كما رفضوا إجراء أي محادثات مع وفد السلطة الشرعية، ورفض تقليص عدده إلى 7 أعضاء و3 مستشارين.
البعض يري مؤتمر جنيف خطوة أولى للتوصل لاتفاق، ولكن كان هناك أعمال عرقلة واضحة ومنتظمة استهدفت ألا يخرج عن هذا المؤتمر نتائج ملموسة، ويخشى الحوثيون من أن يؤدي توقف الحرب إلى انتفاض المؤسسة الأمنية والعسكرية ضد مليشياتها المسلحة.
كما أن هناك قناعات بأن حزب المؤتمر الشعبي الذي يرأسه صالح قد يعيد ترتيب أوراقه بالاتجاه المضاد للحوثيين، وسيؤدي ذلك إلى إضعافهم.
وكانت الأمم المتحدة تسعى؛ لتحقيق اتفاق مكون من نقاط من بينها وقف إطلاق النار، وانسحاب المسلحين من المدن دون إحداث فراغ أمني، وتعيين فريق أممي لمراقبة وقف إطلاق النار، ولكن العراقيل التي وضعت منعت التوصل من أي اتفاق.
ووصف المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، جون كيري، محادثات السلام اليمنية في جنيف بأنها بداية مفيدة، متوقع لها أن تكون عملية طويلة، بينما قال المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد:"اتسم المؤتمر بعدم وضوح الرؤية، وافتقر للتوازن، ولم يكن هناك أي شكل من الاتفاق؛ لأن الأطراف بقيت على مواقف متباعدة فيما يتعلق بالاتفاق الأصلي، لكننا حصلنا على اقتراحات من كافة الأطراف نستطيع التأسيس عليها في الأيام المقبلة للتوصل إلى اتفاق نهائي".
ويعد السبب الأساسي لتعنت الحوثيين في مؤتمر جنيف رؤيتهم أن المؤتمر يهدف فقط لإنهاء الانقلاب، فضلًا عن رفض فصائل المقاومة اليمنية لقاء جنيف، ورأت المشاركة فيه خيانة ومحاولة لشرعنة الانقلاب، وإنقاذ مليشيات الحوثي وقوات علي عبدالله صالح.
وواصلت طائرات التحالف بقيادة السعودية قصف مواقع تابعة للحوثيين، وقوات الجيش اليمني المتحالفة معهم، بعد فشل المحادثات التي رعتها الأمم المتحدة في جنيف للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في اليمن.