بالفيديو والصور.. «عم رمضان.. حكاية مطرب من الزمن الجميل».. تفوق على محمد طه وأساطير الفن الشعبي.. بيع «الفريرة» وسيلته لمنافسة سعد الصغير.. والتجول في شوارع القاهرة يذكره بالمجد ا
صوت يطوف الفضاء، يخرج من آلة تشبه «الناي»، تسارع الآذان لإختلاس نغمة من نغماتها العذبة التي توقظ في الأنفس جراح أٌجبرت على الإنزواء قبل أن تطبب، وتعيد إلى الأذهان ذكريات زمن الفن الجميل.. «رمضان إبراهيم الحياوي» واحد من الذين يجوبون مدن القاهرة وما حولها، حاملًا معه آمال وأحلام ترويها الحانه الحزينة التي يعزفها على ما يسميه «فريرة للعيل»، يهدي منها الفرحة، التي حرم منها، إلى قلوب الأطفال.
عازف ماهر
وحينما تدغدغ أذنيك عذوبة مقطوعاته الموسيقية، ستلتفت يمينًا ويسارًا باحثًا عن ذلك العازف الماهر، مصدر تلك الألحان، فإذا بك تفاجأ بذلك العجوز الذي تجاوز عمره الـ 63 ربيعًا.. تأثرك من أول وهلة إبتسامته الصافية، وترحل في ملامح وجهه التي خط عليها الزمان ما شاء له من أفراح قليلة، وأحزان أكثر.
مشقة الصيام، لم تمنع «عم رمضان»، من ممارسة متعته في التجول بشوارع القاهرة مطلقًا نداءه للأطفال «فريرة للعيال» في محاولة، اعتاد على فعلها منذ 52 عامًا هي مدة مزاولته لهذه المهنة، للتسويق لبضاعته المصنوعة من أكعاب البوص، والتي يعزف عليها الطفل أشجي الألحان بسهولة ويسر، رغم أن ثمنها لا يتجاوز الجنيهان.
أشجي المواويل
«عم رمضان» ليس بائعًا لـ «الفريرة»، أو عازفًا عليها فقط، فهو يمتلك صوتًا قويًا، ممزوجًا بالرقة ومسحة من الحزن، وكثيرًا ما يتغني أثناء تجوله بأشجي المواويل التي حفظها من بلدته في صعيد مصر، فهو لم ينسي تلك الأيام الخوالي التي كان يحيي فيها الأفراح الشعبية وينافس فيها المطرب الشعبي «محمد طه»، وكثيرًا ما تفوق عليه، وغيره من قامات الفن الشعبي في ذلك الوقت، ومع ظهور الـ «دي جي»، والمطربين الجدد من أمثال سعد الصغير، وحكيم، وغيرهم، تواري نجم «عم رمضان» وأصبحت دعوته لإحياء الأفراح الشعبية ذكري من ماضي جميل شوهه حاضر لا يمت للفن بصلة.
ولكي يواجه «عم رمضان» متطلبات الحياة قرر أن يتجول في شوارع القاهرة وما يحيط بها من مدن، ليكسب قوت يومه من بيع «الفريرة» وفي الوقت نفسه يستعيد ذكريات الزمن الجميل بعزفه المقطوعات الموسيقية وتغنيه بالمواويل الشعبية.