رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. أهالي «إمياي طوخ» يواجهون البطالة بصناعة الأثاث من سعف النخيل.. 120 ورشة تعمل ليل نهار لإنقاذ الحرفة.. 40 جنيهًا أجر العامل يوميًا.. «الصنايعية» يطالبون بـ«قروض وتأمي

فيتو

تعد قرية إمياي من أكبر القرى بمحافظة القليوبية، والتي تشتهر بصناعة الأثاث من سعف النخيل، حيث يوجد بالقرية أكثر من 120 ورشة، مما ساعد في خلق المئات والآلاف من فرص عمل للشباب والعمال بصناعة الأثاث وأقفاص السعف اليدوية المُستَخدمة في تعبئة الفواكه والخضراوات.


مخاطر يومية
ورغم صعوبة المهنة، خصوصًا وأنها تعتمد على الجسم، إلا أن العمال بها يعانون أشد المعاناة؛ بسبب تعرضهم للعديد من المخاطر طوال اليوم، في البداية يقول صابر الصيفي: إنه يعمل بالصناعة منذ 24 سنة، مؤكدًا أن العمل بتلك الصناعة يعتمد على الشغل العضلي، فلا يوجد ساعات عمل ويتم محاسبة العامل بالإنتاج؛ لذلك يلجأ العامل إلى بدء عمله منذ الساعة 6 فجرًا وحتى 10 ليلاً يوميًا؛ حتى يحصد من 30 إلى 40 جنيهًا فقط، والتي لا تسد تكاليف المعيشة، لذلك تلجأ السيدات والأطفال إلى العمل لمساعدة رب الأسرة.

القفص الجريدي
من جانبه، قال فايز محمد: "إنه يعمل بالمهنة منذ 15 سنة، حيث أن صناعة السعف تدخل في إنتاج القفص الجريدي والذي يتميز عن القفص البلاستيك، حيث يعمل الجريد على كسب الحرارة ببطء ويفقدها بسرعة؛ ولذلك فالمحاصيل التي تصدر في "القفص الجريدي" تحافظ على الثمار ويمنع تعرضها للتلف، أما القفص البلاستيك، فيكسب الحرارة بسرعة ويفقدها بسرعة مما يُعرِّض الثمار للتلف.

تشرد الأسر
وذكر "محمد" أنه ترك المهنة، بعد إغلاق الورش، مما أدى إلى تعرض مئات الأسر للتشرد، مضيفًا أن القرية يوجد بها أكثر من 4 آلاف صنايعي، إضافةً إلى العمال والسائقين، كما أن الصناعة يدخل بها عمال مصانع الأسلاك والبويات حيث يوجد 75% من الصناعة متفرغين، والنسبة الأخرى تعمل في مجالات أخرى لزيادة الدخل.

أنواع السعف
بينما قال المعلم جودة خليل: "إنه يوجد أنواع عديدة من السعف، وهي «سعف صعيدي، وآخر قبلاوي يستقدمونه من الجيزة، بالإضافة إلى جريد كرداسي من كرداسة، وآخر دمياطي من دمياط، ورشيد القلج المرج، وأخيرًا الجريد البلدي»"، مشيرًا أنه يصنف الجريد إلى أخضر والذي يصنع منه قوائم سميكة للأقفاص، وآخر "ناشف" ويحصل عليه من محافظات الصعيد كسوهاج وأسيوط وقنا لتسديد القفص وتسمى "العيدان"، مضيفًا أن من أدوات التصنيع ما يُسمَّى بـ"لقط رقيق" وتختلف كل أداة في عملها عن الأخرى، حيث يوجد لقط ملفوف ومربع، ويتم الاستخدام حسب العود ملفوفًا أو مستقيمًا.

مراحل العمل
ويوضح محمد عمر، عامل أقفاص، مراحل العمل بالصناعة منذ الحصول على السعف من النخل وحتى دخوله في الصناعات، وتبدأ بتقطيعه من النخل وتقشير الخوص "إزالة ورق الجريد"، ثم تسويق الخوص وتربيط الجريد وحمله ونقله، ويأتي بعد ذلك تعتيقه "رصه" فرده في الشمس لمدة أسبوعين أو 3 أسابيع في فصل الشتاء، ويومين إلى 3 أيام في فصل الصيف، كما تأتي مرحلة تصنيعه ويتم تسليك القفص بالسلوك الحديدية وتُسمَّى بـ"الرباط" وتعليم الأقفاص بالبويات ليتم تمييزها عن غيرها، ثم نقلها وتوزيعها على المحال، مضيفًا أن التجار تطلب عدد الأسلاك ونوع البويات وتختلف من تاجر إلى آخر.

تسويق المنتجات
ويضيف رأفت فتحي (30 سنة)، أنه يتم التسويف في جميع أسواق الخضراوات والفاكهة، ومنها بنها بالقليوبية، والصالحية بمحافظة الشرقية، ومركز بدر بالبحيرة وأسواق إسكندرية وبور سعيد والعبور، مشيرًا إلى أن تلك القرية يعمل بها جميع الأعمار من أطفال وحتى كبار السن، فقرية إمياي لا يوجد بها أي مواطن لا يعمل، مطالبًا المسئولين بالمحافظة للنظر لتلك الفئة بعين الرحمة والحفاظ على الصناعة من الانهيار والانقراض.

مخاطر الصناعة
وتابع الحاج السيد عبد الفتاح، أن صناعة الأثاث من السعف تعد من الصناعات الخطيرة؛ حيث تسببت في العديد من الإصابات للعاملين، كما تؤدي المهنة إلى الإصابة بآلام بالرقبة والغضروف بسبب ميل الجسد لساعات طويلة، ويعاني العاملون من إهمال تلك الصناعة حيث لا يوجد تأمين صحي ولا يوجد معاشات.

وناشد عمال صناعة الأقفاص بالقرية، الحكومة مساعدة أصحاب الورش بصرف قروض منخفضة الفائدة وميسرة لتطويرها ميكانيكيًا، وتحديثها حتى لا يهجرها العمال، وأن تشملهم مظلة التأمين الصحي والتأمينات الاجتماعية، بالإضافة إلى إنشاء نقابة مهنية لهم ترعى مصالحهم وحقوقهم.
الجريدة الرسمية