رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. عمال المهن الشاقة تجمعهم الصلاة وتفرقهم «لقمة العيش»

فيتو

مع ساعات الصباح الأولى، يهجر عمال المهن الشاقة النوم مرغمون؛ من أجل السعي للرزق، ويبدأ كل منهم عمله تحت شمس نهار رمضان "يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم".


تختلف المهن والألقاب والأعمار، والجهد واحد، يستقبلون اليوم بنفوس عامرة بالسكينة والرضا، وبوجوه تزينها الابتسامة والمودة، فتجمعهم على اختلافاتهم صلاة بالمسجد، وتفرقهم لقمة العيش فيهب كل منهم إلى عمله، مستبشرين بتحصيل الأجر والثواب في أيام تظللها رحمة الله وفضله، فهذا معلق بين السماء والأرض تحرسه عناية الله وبضع حبال تحمله لطلاء واجهات المباني، وذاك يقف في وسط الطريق، بزيه الأبيض، يراقب السيارات المقبلة والمدبرة، وينظم الطريق، لساعات دون راحة.

وهناك على الرصيف، تجلس عجوز تغالب النعاس أمام "فرشتها"، تمسك بأناملها بضع جنيهات من بيع عشرات الأرغفة، يضمنون إعداد وجبة لأبنائها على الإفطار، ويقابلها في الجهة الأخرى، رجل منهمك في مسح حذاء، تحيط به عبوات الورنيش وأحذية الزبائن و"شباشب" البسطاء.

وفي نهر الطريق، يمر من أمامهما شاب يتلفت يمينا ويسارا، متفاديا السيارات، يجر خلفه أجولة القمامة الممتلئة، حصيلة الانحناء عشرات المرات؛ لالتقاط ما يلقيه المستهترون من مخلفات، وكنس ما تأتي به الرياح من أتربة، وعلى بعد أمتار قليلة، يستلقي آخر أسفل سيارة معطوبة، ممسكًا بعدته، يبحث في تأنٍ عن أسباب العطل، ويزيل في صبر، بممسحته ما يتساقط على وجهه من شحوم وزيوت.
الجريدة الرسمية