توبة النشطاء في رمضان !
سيكون العنوان ثقيلا إن قلنا "توبة بعض النشطاء في رمضان"؛ لأن ليس كل النشطاء سواء.. فمنهم كثيرون رائعون يقدمون مصلحة بلادهم على آرائهم وأهدافهم وأهداف الجماعة التي ينتمون إليها.. وهناك كثيرون لديهم القدرة على تجاوز أزماتهم الداخلية ويتمنون الخير لشعبهم ويزرعون الأمل في كل مكان.. وهناك كثيرون يتخلصون من إحباطهم الداخلي ومن عقدة إخفاق سابقة أو غيرها ولا يكون أمام أعينهم إلا النجاة بوطنهم وبلدهم في لحظة عصيبة..لا يبحثون لبلدهم عن كل فشل قديم وكل تعثر سابق وكل فساد بات في ذمة التاريخ كي تتصل الذرائع لتكون حجة للوقوف في الخندق المعاكس لخندق الاستنهاض والبناء..
كثيرون لا يعرفون الفرق بين المعارضة الحقيقية التي تحلق بجناحي المسئولية والموضوعية وبين تسويد كل شيء وأي شيء في بلدهم من أجل تأكيد أنهم في المعارضة.. كثيرون منهم لا يجيدون ترتيب أولوياتهم ولا يدركون الفرق بين أن تتحالف مع الإرهاب دون أن تدري وتتبرع له كل يوم بالجهد وبين أن تؤكد موقفك اليومي من الإرهاب قبل موقفك من النظام الحاكم.. فالأول يستهدف الجميع أما الثاني ففي السلطة بإرادة الناس.. كثيرون يكذبون وهم يعرفون أنهم يكذبون.. ومنهم من يكتشف الكذب متأخرا قليلا.. ولكنه في الأحوال لا يعتذر وإنما يبحث عن معركة جديدة بكذبة جديدة يخوضها ضد ما يعتقد أنه سلطة القمع ويعتقد أنه السير عكس مصلحة الوطن دون أن يدري أنه هو نفسه أول السائرين ضد مصلحة الوطن وشعبه!
لهؤلاء جميعًا نتمنى لهم العافية في رمضان وأن يكون شهرًا للعودة إلى معسكر الصواب بجناحيه وهما مؤيدو الحكم ومعارضوه، ولكنها المعارضة التي نتمناها ووجودها بالطبع أساسيًا.. معارضة تبني ولا تهدم.. تصحح ولا تلعن كل ما سواها.. تتمنى الخير وتسعى إليه ولا تتمنى الشر حتى لو أثبت صحة مواقفها.. معارضة تضع وطنها في قمة أولوياتها وليس الثأر والانتقام..
التوبة الآن عن المعصية الوطنية لا تقل عن التوبة عن المعصية الشرعية، فكلاهما يغضب رب العالمين !