رئيس التحرير
عصام كامل

أول جاسوس مدني منتخب !


يعتبر الرئيس الأسبق محمد مرسي، أول جاسوس مدني منتخب، في تاريخ الدولة المصرية، وهو أول رئيس أسبق يرتدي البدلة الحمراء، بعد حكم قضائي قابل للنقض، خلال ٦٠ يومًا تبدأ من اليوم التالي لصدور الحكم. 

والحق أن قضية اقتحام سجن وادي النطرون والهروب الكبير منه، هي واحدة من تجليات القدر الكبرى؛ لأنها قامت على صدفة، دونها صدف أفلام مخرج الروائع والبدائع حسن الإمام.

وما كانت الصدفة لتصير واقعًا لولا أنها صادفت هي الأخرى شابًا قاضيًا غيورًا على قانونه وضميره ووطنه، هو المستشار خالد المحجوب، وتلك بدورها ثاني التجليات، لعل الله أراد بها أن يراها الإخوان بمثابة علامة على سخطه من أفعالهم ومساوئهم !!

نعم الصدفة المحضة البحتة هي التي كشفت أن المتهم السيد عطية، من المنصورة، ويحاكم في الإسماعيلية، ليس هو المتهم الهارب، تاجر المخدرات، بل هو محبوس لتشابه اسمه مع اسم الهارب، وكانت هذه الواقعة سببًا في اهتمام المستشار بالتحقيق العميق، حتى تكشفت أمامه أبعاد المؤامرة المخزية كاملة، والتواطؤ المبرم بين عصابة الإخوان وعصابة حماس، وعصابة حسن نصرالله.

نرفع القبعة إعجابًا بالرجل، يعلن الحقائق ويواصل الغوص في روث وطين وعار وقاذورات المؤامرة العظمي لانتهاك عرض الوطن وكرامته، بينما مرسي في سدة الحكم !!

لم يتراجع أسد القضاء المصري خالد المحجوب، ولم ترهبه التهديدات، ولم تثنه الإغواءات، بل مضى بقلب جسور، يضع المعلومة بجوار المعلومة، ومرسي رابض في مكتبه، واثق أن ما يفعله القاضي لهو أو بعض لهو.. زغرة منه قد ترجف قلبه!

ذلك أيضًا من عطاء الله وتجلياته؛ لأن مرسي ومكتب التضليل والضلال المسمى الإرشاد إلى الهاوية من ورائه، كان يمكن أن يتصرف على نحو قاتل خانق للقضية، وكان يمكن له تصفية الشهود، كما فعلوا في قضية التخابر التي استشهد فيها البطل محمد مبروك، لكن الله أعمى بصره وأبصارهم، وأخذتهم العزة بالإثم، ومضوا في سياسات شق الأمة وإقصاء الناس، وتقريب المحاسيب !

وبالفعل انتهى القاضي إلى النتيجة الصادمة المدوية، وهي أن المتهم الموجود أمامه لا علاقة له بالقضية الكبرى، ووجد أن هذه القضية جنايات، بينما هو محكمة جنح، وفعل أقصى ما يسمح له به القانون، وهو أن يأمر النيابة كقاض، بفتح التحقيق في مخطط هتك عرض مصر على يد حماس وبديع ونصر الله، وبعض بدو سيناء الضالعين في المؤامرة. 

قال خالد المحجوب كلمته، وارتجت الدنيا، وكان مرسي لا يزال رئيسًا، وكان قد جاء بنائب عام ملاكي ليدفن التحقيق، لكن شاء الله أن يثور الملايين في يونيو على حكم الجواسيس، وأن يفتح التحقيق، وأن تستمر القضية وتنظر، حتى قضى فيها المستشار شعبان الشامي بإعدام مرسي وبعض من شركاه !!

هناك شعور ما يمكن رصده في الأحكام، وهو ارتياح الناس لحكم إعدام أبو لهب مصر !
وهناك ارتياح لغلق صفحة الرئيس جاسوسًا، صفحة العار بين حكام مصر، جاءت به نخبة الخيبة في فيرمونت، نتوقع مصائب منهم، لكن حربهم هذه المرة ليست ضد الشرطة والجيش، بل ضد الشعب كله وأبنائه من الشرطة والجيش.

تساءل مرسي في كمد: مستعجلين ليه على لبس البدلة الحمرا؟!
بصراحة مستعجلين، لأنك أسوأ من أنجبت مصر.. غور.
عفوًا للعنوان، لقد كتبته من قبل أيام مرسي، ولم أجد خيرًا منه تعبيرًا عن الحال التي انتهى إليها !
الجريدة الرسمية