رمضان كريم
كل عام والجميع بخير وسعادة لشهر كريم نلتمس فيها طيف الله تعالى في قلوبنا ونطمع في رحمه الله علينا أن يجعل دنيانا وآخرتنا في معيته سبحانه.
عادات تتغير في كل حياتنا نشعر فيها في البداية أننا في وضع لا يتفق مع ما تعودنا عليه إذ أن تغيير مواعيد الطعام والامتناع عن تناوله فترة طويله تجعل الإنسان يفكر فقط في الجوع والعطش مما يلهيه عن التفكير في غيرهما من مشكلات أخرى إذ يصبح هموم العطش والجوع هي المسيطرة على التفكير.
هذا التغيير قادر على صنع تغييرات أخرى متتابعة وعلينا انتهاز هذه الفرصة للإقلاع عن السلوكيات غير المرغوب فيها والتي لا نريد أن نستمر فيها مثل الإقلاع عن التدخين فتغيير أهم ما يريده الإنسان من أسباب الحياة كفيل بنقل الإنسان بعيدًا عن الدوران في حلقات مفرغة للعادات المرفوضة.
فلننتهز هذه الفرصة ولا نتركها فالكثير من المدخنين وخصوصًا في مجال الأعمال إذا بدأ شهر رمضان فإنهم يتحولون إلى أفراد معزولة عن الناس ويطلبون ممن حولهم أن يبتعدوا عنهم لأنهم يغضبون ويثورون لأنهم جائعون وإذا كانوا مدخنين فإن الطين يزداد بلة وعلى الموظفين الذين يعملون معهم أن يرفعوا أيديهم إلى السماء كل يوم أن يكفيهم الله شرور ثوراتهم.
إلا أنه في الواقع أن هذا ليس من أخلاق الصيام ولا الهدف الذي وجد له ولو كنت أعلم في الفتوى لسمحت لهم بالإفطار أفضل لأنهم في هذه الحالة من غير القادرين على تحمل أعباء الصيام.
يحضرني أننى قابلت من هذه النوعية مديرا وطلبت منه الإفطار حتى لا يبتعد عنه الموظفون في شهر كريم ووجدته استجاب في بادئ الأمر ثم ما لبث أن اتصل بي وقال أنا سأصوم وسأتحمل دون أن أقوم بإيذاء من حولي وتغير في يوم وليله وأصبح يتحمل الضغوط.. إذا المشكلة في إدراكنا عن أنفسنا إذا كنا نقنع أنفسنا أننا لا نقدر فإننا لن نقدر وإذا أقنعنا أنفسنا بأننا قادرون على التحمل.. تحملنا.
اللهم إنا نستودعك مصرنا الغالية وكل البلاد والعباد في حفظك وأمانك أن تقيهم شر الفتن ما ظهر منها وما بطن وأن تغيب سحابة الهموم عن الناس وترجع إلى الناس بسمتهم مرة أخرى والأمل في أن غدًا أفضل بإذن الله.
اللهم لا تدع لنا ذنبا إلا غفرته ولا هما إلا فرجته ولا حاجة هي لك رضا ولنا فيها صلاح إلا قضيتها بفضلك وجودك يا أجود من منح وأعطى.