رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. «شيخ قبيلة المزينة»: نويبع خارج حسابات المسئولين.. الوديان البدوية في طي النسيان.. لجأنا إلى صيد الأسماك لمواجهة الفقر.. المحافظ بيعدي علينا كل سنة مرة.. وناس معينة هي اللي بتقعد

فيتو

حباها الله بكل مقومات الجمال.. وديان مبسوطة تخطف الألباب رمالها البراقة مثل اللؤلو، وجبال شاهقة تهدي ألوانها البديعة المنسوجة بفعل الطبيعة فوق صخورها سكينة للقلوب، وشعاب مرجانية تختبئ في قاع بحرها مداعبًة مشاعر من يدنوا منها، وبيئة صحية تعيد للجسد فتوته التي أنهكتها كثرة الملوثات المخيمة على سماء باقي مدن مصر.. بقعة احتضنت أنبياء الله في مختلف العهود، كانت موطئًا لهم، وصارت مباركة بهم، ناهيك عن أهلها الذين تستكين إلى دماثة خلقهم وحميمية طباعهم.. إنها مدينة نويبع واحدة من جنان الله في أرضه.


وهو واحد من مشايخ البدو، تحدث لنا عن أنات المجتمع البدوي في نويبع، وما يعانيه من ركود اقتصادي بعد توقف السياحة جراء الأحداث التي تعاقبت على مصر في السنوات الأخيرة، وما يلاقونه من إهمال من قبل القائمين على محافظة جنوب سيناء، ولخص لنا مطالبهم من المسئولين لتعود هذه المدينة إلى سابق عهدها من الإنتعاش والإزدهار، إنه الشيخ سليمان الساخن، أحد مشايخ قبيلة المزينة، والذي ننقل لكم حديثه في السطور التالية:

رصف الطرق
قال الشيخ سليمان الساخن، إن هناك عدة أشياء إذا تحققت ستعود السياحة إلى سابق عهدها، من أهمها إعادة تمهيد ورصف الطرق الموصلة إلى مدينة نويبع، لأن الطريق الحالي يضاعف وقت الوصول من القاهرة إلى نويبع ليصل الراغبون في الاستجمام هنا بعد 12 ساعة من المعاناة والمشقة، وهو ما يجعل الكثيرين يعزفون عن المجيء.
وأضاف، أن «الطرق من نفق الشهيد أحمد حمدي إلى مدينة نويبع كلها متهالكة، وكذلك التي تربط ما بين مدينتي دهب ونويبع جميعها لا تصلح للسير فوقها».

مطار نويبع
وأشار، إلى أن المطلب الملح للأهالي هنا هو تشغيل مطار نويبع، قائلًا: «مطار نويبع لو اتعمل حيقلب كيان المدينة وحيخليها تحفة، كما أنه سيخدم مدن دهب، وطابا، وسانت كاترين، وكل ما نطالب به هو أن تكون حركة الطيران به داخلية لخدمة المنطقة، وتحقيق الرواج السياحي، والتجاري لها».

خارج الحسابات
وحول تقدمهم بهذه المطالب للمسئولين، أكد، أن مدينة نويبع خارج حسابات المسئولين، قائلًا: «إحنا ما بيجيناش مسئولين هنا، ومرة واحدة جانا رئيس الوزراء دخل فتح الميناء ومشي من غير ما يقعد مع أي بدوي، ولا سأل عن أحوال الناس هنا، والمحافظ اللي المفروض بيمثل رئيس الجمهورية في المحافظة، ناس معينة هي اللي بتقعد معاه، وبيعدي علينا كل سنة مرة وخلاص على كده، والمفروض يمر ويشوف مشاكل الناس، ويعرف الدنيا ماشية إزاي».
موضحًا، أن السبيل الوحيد للنهوض بمدينة نويبع، واقتلاعها من حالة التهميش والفقر الذي يعصف بأهلها، هو اهتمام المسئولين بها، وتسويقها إعلاميًا، مشيرًا: «بنطلب البلد تتعرف إعلاميًا، والمسئولين يحسوا بنويبع».
مؤكدًا، أن هناك بعض المستثمرين حصلوا على مساحات شاسعة من الأراضي داخل مدينة نويبع منذ 20 عامًا، وكل ما فعلوه أنهم أقاموا فوقها بعض الكتل الخرسانية، قائلًا: «كل واحد ماخد 20 ألف متر، ورمى عليهم شوية خرسانات وسابها، ولا الدولة سحبتها منه، ولا هو عمرها».

طي النسيان
وأكد أن «الوديان التي يسكنها البدو في طي النسيان، فالمصريين لا يعرفون في نويبع إلا الميناء»، موضحًا: أن «اللي ليه مصلحة في الميناء بيجي نويبع، واللي ما لوش مصلحة ما يعرفش هنا فيه أيه، وما فيش إعلام بيوصل ويقول أن نويبع فيها مخيمات بدوية، وفنادق، وبحر حلو، وشعاب مرجانية».

صيد الأسماك
وأشار إلى أن الركود السياحي أثر على الحالة الاقتصادية لبدو نويبع، وأنهم أصبحوا يعتمدون على صيد الأسماك كمصدر دخل مؤقت يتغلبون من خلاله على حالة الفقر التي تحيط بالمجتمع هنا، قائلًا: «الناس أهي عايشة وخلاص، ظروف السياحة سيئة، والبلد ميتة خالص، والبدوي بيعتمد على شوية السمك اللي بيطلعهم من البحر».
مؤكدًا، أنهم يعانون رفض المسئولين منحهم تراخيص تمكنهم من الصيد، وأنهم يغرقونهم في الإجراءات المعقدة والتي يصعب على مثلهم تحقيقها، قائلًا: «كل ما بننزل نصطاد بتأتي إلينا المسطحات المائية ويقولوا لنا ممنوع، ولما نقولهم طب أدونا تراخيص، يقولك روح شوف أنت التراخيص، نروح الثروة السمكية يقولك ممنوع، نروح لأي مسئول يقولك ممنوع».
الجريدة الرسمية