وزير التموين: الاكتفاء الذاتي من القمح خلال ثلاث سنوات.. وخبراء: أمر مستحيل.. صيام: التصريحات لا تمت للواقع بشيء.. جاد: نستورد نصف المخزون سنويًّا.. ونور الدين: ضخ تقاوي عالية الجودة لتخفيف الاستيراد

الاكتفاء الذاتي من القمح، الحلم الذي يراود المسؤلين في مصر على مدى التاريخ، حيث تعتبر مصر من أكثر الدول المستوردة للقمح، والذي يتجاوز نصف احتياجاتها من القمح سنويًّا، ولكن الحلم أصبح واقعًا عقب تصريحات الدكتور خالد حنفي وزير التموين والتجارة الداخلية، لصحيفة "وول استريت جورنال الأمريكية" بأن الاكتفاء الذاتي من القمح سوف يتحقق خلال ثلاث سنوات.

وفي هذا السياق، تستعرض «فيتو» خلال السطور القادمة،آراء الخبراء في إمكانية تحقيق مصر الاكتفاء الذاتي من القمح خلال ثلاث سنوات.

أمر مستحيل
يقول كمال صيام، الخبير الزراعي، إن تصريحات وزير التموين عن الاكتفاء الذاتي من القمح خلال ثلاث سنوات فقط، لا تمت للواقع بشيء، بسبب استيراد مصر القمح بنسبة تتعدى الـ45 % أي أنها تقارب على نصف احتياجات الدولة من القمح، ولذلك فمن المستحيل أن تستطيع مصر تحقيق الاكتفاء الذاتي خلال ثلاث سنوات.

مساحات الأرض لا تكفي
وأضاف صيام أن المساحات المزروعة في مصر لا تكفي لتحقيق الاكتفاء الذاتي، والتي تعتبر 3 ملايين فدان فقط، ولتحقيق الاكتفاء من القمح يجب أن تتعدى المساحات 6 ملايين فدان، لافتا أن الوزير لا يستطيع تحقيق الاكتفاء لكنه عليه تحسين الخدمات الزراعية، لزيادة قيمة إنتاج المحصول من 56 % إلى 70 %.

خلط القمح مع الذرة
وأشار أحمد جاد، الخبير الزراعي، إلى أن مصر لا يمكن أن تحقق اكتفاءً ذاتيًّا من القمح خلال الثلاث سنوات، بسبب استيراد مصر نصف المخزون سنويًا، لافتا أنه لا بد من خلط القمح مع الذرة لتوفير القمح، واستيراد كميات بسيطة بدلا من الكميات الكبيرة التي تستوردها مصر كل عام من الخارج.

وأضاف جاد أن وزارة الزراعة لا بد أن تقوم بإعداد تقاوي عالية الجودة، لزيادة إنتاج المحاصيل الزراعية، بالإضافة إلى إنشاء صوامع جديدة للقمح بدلا من الشون الموجودة في جميع أنحاء الجمهورية، والتي يتعرض فيها القمح للتلف، نظرا لسقوط الأمطار والتغيرات المناخية.

11 مليون طن سنويا
وأكد نادر نور الدين، الخبير الزراعي، أن الاكتفاء الذاتي من القمح خلال ثلاث سنوات أمر يصعب تطبيقه، نظرا لأن مصر تستورد 11 مليون طن قمح سنويا من الخارج، ولتحقيق الاكتفاء الذاتي لا بد من زراعة الأراضي الزراعية كاملة بالقمح وترك المحاصيل الأخرى.

كثافة سكانية
وتابع: «إن استراتيجية وزارة الزراعة، للقمح هذا العام هي ضخ تقاوي عالية الجودة، واستخدام أسمدة بمعدلات كيميائية عالية، وتوفيرها للفلاح، ومع كل هذا لن تمتنع مصر عن استيراد القمح من الخارج لكنه سيخفف الاستيراد»، وأضاف أن الكثافة السكانية التي شهدتها مصر خلال السنوات الماضية، تعتبر عاملًا آخر لعدم اكتفاء مصر من القمح خلال ثلاث سنوات.