رئيس التحرير
عصام كامل

المحكمة التأديبية العليا تكشف: «عنتيل» كفرالشيخ تحرش جنسيًا بـ «تلميذات» الإعدادى.. المتهم عرض على طالبة الزواج السرى مقابل تسريب الامتحانات.. طالب أحد ضحاياه بارتداء ملابس ضيقة تب

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

نسى مدرس الإعدادى أخلاقيات مهنته السامية، ونسى أنه مؤتمن على تلميذات صغيرات السن هو بالنسبة لهن في مكانة الأب، وبدلا من أن يعلمهن مكارم الأخلاق، راح يتحرشن بهن ويتحدث معهن في أمور جنسية فجة، بل وصل الأمر إلى حد طلب الزواج العرفى منهن.. الواقعة الغريبة دارت في إحدى مدارس محافظة كفر الشيخ وكشف عنها حكم قضائى أصدرته المحكمة التأديبية العليا بمجلس الدولة.


بدأت وقائع القضية ببلاغ تلقته النيابة الإدارية بسيدى سالم في كفر الشيخ للتحقيق في شكوى عدد من تلميذات إحدى المدارس الاعدادية للبنات بشأن قيام المتهم “هشام. ع “ مدرس اللغة العربية بالمدرسة بالتحرش بهن وعرض الزواج العرفى عليهن، وانتهت تحقيقات النيابة الإدارية إلى إدانة المدرس وإحالته للمحاكمة التأديبية التي قضت بإحالته للمعاش.

قالت المحكمة التأديبية العليا في أسباب حكمها أن التلميذة ’ أ م ع ـ بالصف الثانى الإعدادى 14 سنة “قررت أنها كتبت شكوى ضد المتهم لقيامه بإمساك يدها داخل الفصل وأخبرها بأنه يحبها ولا يستطيع أن يعيش بدونها، ثم قدم لها ورقة زواج عرفى وطلب منها التوقيع عليها ثم التوجه إلى منزله ولكنها رفضت.. التلميذة أضافت أنه طلب منها ارتداء ملابس ضيقة تبرز مفاتن جسدها وحاول تقبيلها في وقت لاحق وطلب منها الدخول معه في حجرة خالية بالطابق الثانى في المدرسة وأيضا رفضت وصفعته على وجهه.. تلميذة أخرى أكدت في التحقيقات أن المدرس المتهم دأب على وضع يده على جسدها ووجهها وكان دائما يطلب توصيلها بسيارته الخاصة، ثم طلب منها أن تنظر في المرآة قائلا: “بصى في المرايا وقولى للى تشوفيها الأستاذ هشام بيحبك”.

وقررت تلميذة أخرى عمرها 13 سنة أن المدرس المتهم كان يقابلها داخل المدرسة وأخبرها بأنه قريب لها لأن جده وجدها كانوا بيسلما على بعض وفى أحد الأيام استوقفها داخل المدرسة وطلب منها التوجه إلى غرفة خشبية في الطابق الأخير لكى يشرح لها مادة اللغة العربية والنحو وأنها توجهت إلى هذه الغرفة فقام بوضع يده على جسمها أكثر من مرة وأخبرها أنه يحبها وطلب منها أن تتوجه إلى منزله لكنها رفضت وكان يضع يده على جسمها ووجها أثناء شرح اللغة العربية وكان يقول لها أنا بحبك ولما بشوفك كأنى كسبت 1000 جنيه وقام بمسك يدها مرات عديدة داخل المدرسة وحاول تقبيلها أكثر من مرة ولكنها رفضت.

وقالت التلميذة أ م ع ـ 15 سنة بالصف الثانى الإعدادى طلب منها أن تتوجه إليه في منزله لكى يشرح لها اللغة العربية بمفردها ولكنها رفضت ’ وأنه في التيرم الأول قابلها مصادفة في الشارع الموجود به منزله وطلب إستضافتها بمسكنه إلا أنها رفضت، وأكدت أن المتهم التقى بها داخل المدرسة وطلب منها إعطائها إجابات جميع المواد قبل الامتحان مقابل الزواج منه وعندما تتم 21 سنة سيتقدم لها رسميًا فقامت بضربه على وجهه ورغم ذلك كان يحضر إليها بفصلها ويقوم بإخراجها منه ويقول لها “أنا بحبك ومقدرش أستغنى عنك أنا عاوزك على طول وعايزك في موضوع يخصك ويخصنى ومحدش هيقدر يتكلم معاكى ومعايا بعد كده والموضوع ده هو الزواج العرفي”، وأنه طلب منها رقم تليفون والدها فأعطته له وطلب منها رقم هاتفها ولكنها رفضت.. وأكدت تلميذتان اخريان انهما سجلتا أحاديث مثيرة للمدرس وهو يتحرش بهما ويتحدث معهما عن الحب والزواج العرفى.

وأكدت المحكمة في أسباب حكمها اطمئنانها صحة ثبوت الوقائع المنسوبة للمتهم “هشام. ع” استنادًا إلى أدلة الإثبات التي تمثلت في شهادة التلميذات وأولياء الأمور والأخصائيات الاجتماعيات ومدير المدرسة، وأن ذلك يشكل في حق المتهم جرمًا تأديبيًا يستحق المساءلة والعقاب.

وأضافت المحكمة: أن المتهم يشغل وظيفة مدرس وكان مؤتمنًا على أطفال صغار يزرع فيهم القيم والأخلاق والتربية الدينية السليمة، إلا أنه لم يراع تلك الثقة المفترضة فيه وأخل بها وأضاعها، فقد كشفت الظروف والملابسات التي أحاطت بالوقائع المنسوبة للمتهم والثابتة في حقه ثبوتًا يقينًا عن تحكم نزواته في سلوكياته دونما خشية من المساءلة والعقاب ـ

وقد أثار بذلك غبارًا قائمًا حول تصرفاته بما يؤثر في سمعته بين الناس ويؤثر في سمعة الطالبات اللاتى تحرش بهن بل وسمعة مرفق التعليم ذاته، الأمر الذي يفقده شرطى حسن السمعة وحسن السيرة والسلوك اللازمين لصلاحيته لشغل الوظيفة والبقاء فيها ومن ثم تقضى المحكمة بمجازاته بأشد العقاب وإحالته للمعاش.

صدر الحكم برئاسة المستشار فوزى شلبى نائب رئيس مجلس الدولة وعضوية المستشارين محمد عبدالواحد والدكتور منير الصغير نائبى رئيس المجلس وأمانة سر عبدالوهاب أحمد القاضي.

"نقلا عن العدد الورقي.."
الجريدة الرسمية