رئيس التحرير
عصام كامل

حبس الصحفيين «٢»


أمر طيب أن تنتفض نقابة الصحفيين من أجل حماية الصحفيين من الحبس، خاصة في قضايا النشر.. فهذا أحد أدوار النقابة التي من المفروض أن تهتم بمصالح الصحفيين أعضائها.. لكن أمر سيئ أن تتهرب النقابة من أداء دور أساسي آخر لها، وهو المحاسبة على الأخطاء المهنية التي يرتكبها أعضاؤها أثناء ممارسة عملهم..


لقد سارع مجلس النقابة لدعوة رؤساء التحرير لاجتماع عاجل، عقب بلاغ وزارة الداخلية ضد صحيفة اليوم السابع، وكان كل هم المجتمعين - وهو ضروري - صياغة علاقة جديدة مع الدولة وأجهزتها ومؤسساتها، ولكن كان ضروريًا أيضًا أن تتقدم النقابة وتبادر بمحاسبة أعضائها على الأخطاء المهنية؛ لأنها عندما تتهرب من ذلك دفعت الذين يشكون من هذه الأخطاء، إلى اللجوء إلى النيابة والقضاء مثلما حدث حينما لجأ الزميل أسامة الغزالي، ليشكو الزميل أحمد موسى، وأيضًا مثلما لجأت وزارة الداخلية إلى تقديم بلاغات للنيابة ضد صحيفتي المصري اليوم واليوم السابع.

نحن بصراحة معشر الصحفيين والإعلاميين، الذين ندفع غيرنا إلى محاسبتنا على أخطائنا؛ لأننا لا نحاسب أنفسنا على هذه الأخطاء، ولا نراجع هذه الأخطاء بأنفسنا، بل نتمادى في ارتكابها وتزيد منها يوما بعد الآخر، وأحيانًا تفعل ذلك بلا حسن نية أو عن عمد.

لقد استمررنا في ارتكاب هذه الأخطاء في ظل صمت نقابة الصحفيين التي فرطت في أداء دورها وممارسة مسئولياتها في هذا الصدد، وتركت فراغا كان من الطبيعي، أن يلجأ البعض للنيابة إلى سده؛ ليتهدد الصحفيين الحبس ونكمل غدا..
الجريدة الرسمية