رئيس التحرير
عصام كامل

17 عاما على رحيل «إمام الدعاة».. «الشعراوي» جدد إيمان الأمة بتفسير القرآن.. أدخل أول بنك إسلامي لمصر.. رفض منصب شيخ الأزهر وتفرغ للدعوة.. استخدم الشعر في توضيح آيات كتاب الله.. و&#

الشيخ الشعراوي
الشيخ الشعراوي

رغم مرور سنوات على رحيله عن عالمنا، يبقى الشيخ الشعراوي علامة فارقة في تاريخ الدعاة في مصر والعالم العربي؛ حيث تمر اليوم الأربعاء، ذكرى وفاة "إمام الدعاة" في 17 يونيو 1998.


ميلاده ونشأته
ولد الشيخ الشعراوي في 15 أبريل 1911، في قرية دقادوس مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، وحفظ القرآن الكريم في الحادية عشرة من عمره، والتحق بمعهد الزقازيق الابتدائي الأزهري عام 1922، فأظهر نبوغًا منذ الصغر في حفظه للشعر والمأثور من القول والحكم، وحصل على الشهادة الابتدائية الأزهرية سنة 1923م، ودخل المعهد الأزهري الثانوي.

تعليمه
التحق بكلية اللغة العربية عام 1937م، التي تخرج فيها عام 1940، ثم حصل على إجازة التدريس عام 1943، في المعهد الديني بطنطا، لينتقل بعد ذلك إلى المعهد الديني بالزقازيق ثم المعهد الديني بالإسكندرية، وبعد سنوات طويلة من الخبرة انتقل الشيخ الشعراوي للعمل في جامعة أم القرى بالسعودية عام 1950م كأستاذ للشريعة، حتى عاد إلى القاهرة عام 1963م، وعُين في القاهرة مديرًا لمكتب شيخ الأزهر الشيخ "حسن مأمون".

وزيرًا للأوقاف
اختاره ممدوح سالم الذي شكل الحكومة، وزيرا للأوقاف وشئون الأزهر، ولم يكمل "الشعراوي" سنة وترك الوزارة، وأدخل خلالها أول بنك إسلامي لمصر وهو "بنك فيصل"، ورفض بعدها مشيخة الأزهر والعديد من المناصب في الدول الإسلامية، مقررا التفرغ للدعوة، خاصة أنه من أقواله: "أتمنى أن يصل الدين إلى أهل السياسة.. ولا يصل أهل الدين إلى السياسة".

تفسيره القرآن
وتم اختياره عام 1987م عضوًا بمجمع اللغة العربية، كما كان له باع طويل مع الشعر، فكان يجيد التعبير بالشعر في المواقف المختلفة، كما استخدمه أيضًا في تفسير القرآن الكريم وتوضيح معاني الآيات؛ حيث بدأ تفسير القرآن الكريم على شاشات التلفاز قبل عام 1980م، إلا أنه انتهى عند أواخر سورة الممتحنة وأوائل سورة الصف؛ حيث حالت وفاته دون أن يفسر القرآن كاملًا، إلا أنه جدد إيمان الأمة بتفسيره للقرآن.

الدكتواره الفخرية
ونال الشعراوي، خلال مشواره العديد من الجوائز والأوسمة، فحصل على وسام الجمهورية من الطبقة الأولى عامي 1983م و1988م، ووسام الاستحقاق من الدرجة الأولى لبلوغه سن التقاعد عام 1976م، كما حصل على الدكتوراه الفخرية في الآداب من جامعتي المنصورة والمنوفية.

تواضعه
كان عامة الناس يبدون إعجابهم بالشيخ الشعراوي حتى وصل الأمر إلى تقبيل يده، فيُروى عنه أنه كان في سيارته عائدًا إلى المنزل بعد أن ألقى محاضرته اليومية حول تفسير معاني القرآن الكريم، وفجأة طلب من السائق أن يعود به إلى المسجد وأن ينتظره هناك، طال انتظار سائق الشعراوي فشعر بالقلق عليه.

وقرر السائق دخول المسجد ليطمئن على أحوال الشيخ الجليل، بحث عنه في مختلف أنحاء المسجد فلم يجده فساوره القلق مرة أخرى، وفي النهاية نزل السائق إلى المغاسل أو "الحمامات"، ولدهشته وجد الشيخ الشعراوي رافعًا جلبابه ينظف الحمامات، وعندما سأله السائق عن سبب قيامه بتنظيف المغاسل والمرافق الصحية، أجاب الشيخ - رحمه الله - بأنه شعر بالخيلاء في لحظة ضعف بعد تقبيل الناس يده، فأراد أن يروض نفسه على التواضع.
الجريدة الرسمية