رئيس التحرير
عصام كامل

محمد بديع: منح الغطاء السياسى للمفسدين هدم للثورة.. وسائل الإعلام لا تراعى المهنية.. كارهو المشروع الإسلامى يمولون البلطجية.. أدعو القوى الثورية والشعبية لسحب أنصارها من الشارع

الدكتور محمد بديع
الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين

شن الدكتور محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين خلال رسالته هذا الأسبوع، هجومًا حادًا على قوى المعارضة ووسائل الإعلام ووصفهم بالمفسدين.


ويبدو أن أزمة إعلان أسماء منفذى مذبحة رفح التى راح ضحيتها ستة عشر فردًا من أبناء القوات المسلحة على أياد آثمة من حركة حماس، هو السبب الرئيسى وراء مهاجمة بديع للإعلام، ومطالبته له بتحرى الدقة فيما ينشر.

وقال بديع فى رسالته: " تمرُّ ثوراتنا تلك الأيام بتحدِّيات كثيرة لا تخفى على أحد سواء كانت داخلية أو خارجية، والمتربصون بأوطاننا كُثر، ويبذلون جلَّ جهدهم وطاقتهم لإفشال تلك الثورات لأسباب عدة، سواء كانت لإعادة إنتاج النظم السابقة، أو للحفاظ على مكتسباتهم التى حقَّقُوها فى ظلِّ النظم الفاسدة السابقة، أو لكرههم للمشروع الإسلامى فى بعض الأقطار، وبذل أقصى طاقتهم لإفشاله بكل الوسائل غير المشروعة".

وأضاف: " إن التحول الأخطر فى هذا المشهد هو انتهاج سبل الإفساد المتعمد من بعض القوى المعادية للثورات لكافة مناحى الحياة؛ لتيئيس الشعب من أهداف الثورة، وإمكانية تحقيقها؛ وذلك بإشاعة عدم الاستقرار فى كافة الأرجاء لتحقيق مخططاتهم المشبوهة، ومحاولاتهم المستميتة لإعادة إنتاج النظام الفاسد والمستبد، والأدهى فى الأمر أن بعض القوى السياسية تُعطى بكل أسف الغطاء السياسى للفساد والإفساد بعدم إدانتها الواضحة له، وبعدم التبرُّؤ منه ومقترفيه، بل وفى بعض الأحيان يُبرِّرون لهم ما يفعلون ويختلقون لهم الأعذار".

فما علاقة الثورات التى أسقطت أعتى الأنظمة بسلميَّة أذهلت العالم، بما يحدث من تدمير لمقدرات الأمم والشعوب، فهل القتل والحرق والتدمير وترويع الآمنين واستخدام المولوتوف والخرطوش والرصاص الحى من الوسائل السِّلْمِية؟! ومن يتحمَّل إثم إراقة الدماء الزَّكيَّة المحرَّمة فى كل الأديان والشرائع؟

ونرى كذلك قطع الطرق العامة ووسائل المواصلات، ومنع الموظفين من أداء عملهم والمواطنين من قضاء مصالحهم تحت دعاوى متعددة، منها العصيان المدنى، فهل العصيان يكون بإكراه المواطنين وإجبارهم على عدم السير فى الطرق العامة، والتنقل بوسائل المواصلات، والاعتداء على حرية المواطنين فى أداء عملهم وقضاء مصالحهم؟!

ويعمد البعض إلى الاعتداء على مؤسسات الدولة المملوكة للشعب، وليس لفصيل أو اتجاه، والتى يكفل القانون والدستور حمايتها، والتى يجب علينا جميعًا حمايتها وتنميتها وليس حرقها ونهبها، والتشجيع على ذلك ودعمه وتبريره، ويحاول البعض الاعتداء على المؤسسات السياديَّة ظنًّا منه أنه بذلك ينال من سيادة الدولة ورموزها الشرعية، وحاول البعض متجاوزًا كل الخطوط الحمراء بحصار أو الاعتداء على بيوت العبادة بحجَّة المطالبة بالحقوق أو نكاية فى النظام الحاكم، وهذا شىء مرفوض تمامًا، فستظلّ مكانة دور العبادة فى نفوس الشعب المصرى مسلميه ومسيحييه فى أعلى درجات التقدير والحماية.

ويستخدم البعض سلاح الشائعات الهدَّامة والمغرضة، التى تسعى للنيل من كيانات وهيئات وأشخاص بعينهم، غير مدركين لأمانة الكلمة ومسئوليتها وخطورتها، ومتَّبعين ذات الأساليب غير الأخلاقية لتشويه الصورة غير، مبالين بحرمة أو حرية شخصية أو تحقق وتيقن قبل إشاعة الشائعة بين الناس .

ويتبنَّى آخرون الاستخدام السيئ لبعض وسائل الإعلام، لتسويق بعض المفاهيم المغلوطة ولمحاولة التأثير على الرأى العام بالتشهير بأفراد ومؤسسات بعينها، وتسويق أكاذيب وافتراءات وتدليس مُتعمَّد، وتبنِّى الدعوة للإحباط من الثورة وإنجازاتها وتشويه كل إنجاز يحدث أو التقليل من شأنه، وإلباس الحق بالباطل ولَوْى عنق الحقائق والنصوص، والتزييف المتعمد لها لخدمة تيارات وأشخاص بعينهم

كما يسعى البعض ويسعد بإهدار الإرادة الشعبية، ويتعمَّد تسفيهها والتقليل من شأنها، وعدم اعتبارها والاعتداد بها، ويُنصِّب من نفسه قَيِّمًا على الشعب ووَصِيًّا عليه، ويسعى جاهدًا لفرض رأيه حتى إن كان ليس له ظهير شعبى أو قبول جماهيرى.

ويسىء الكثيرون استخدام الحرية ويَبْتَذِلُونها، ويتعدّون كافة الخطوط الحمراء المعتبرة شرعًا وقانونًا تحت ستار أن هذه حرية، ولا يُدركون أن للحرية خطوطًا لا ينبغى تجاوزها عندما تتماس مع حريات الآخرين، وعندما تتعارض مع القانون والشرع والعرف.

وأشار بديع إلى أن جميع المظاهر السابقة وغيرها، ما هو من ذات جنسها هى جرائم مكتملة الأركان، ومن قبيل الإفساد فى الأرض، الذى يُدمِّر ولا يبنى.

ويحرص آخرون على صناعة الأزمات وتصديرها وتوظيفها لخدمة مآربهم، ويشمتون فى أى إخفاق يتعرَّض له الوطن؛ معتقدين أن ذلك انتصار لهم، غير مدركين أنه إذا خسر الوطن فلا كاسب، وهو ما لن يسمح المخلصون والمحِبُّون لبلادهم بحدوثه بإذن الله تعالى.

إن الهدف الأساسى من إشاعة الفوضى والجرائم والأزمات هو تعطيل مسيرة التقدم لبلادنا، لكُرْه بعض القوى للمشروع الإسلامى ومحاولة إعاقته بشتَّى السبل، بلا أدنى اعتبار للسِّلْمية والقانون والشرعية والإرادة الشعبية ومصالح الوطن العليا، فيعزُّ على البعض أن تتحقق نهضة الأوطان على يد أنصار المشروع الإسلامى، ويسعون بكل السبل غير المشروعة لتحقيق مآربهم المريضة.

وأضاف: "أتوجَّه بدعوة صادقة لكلِّ القوى السياسية والشعبية والثورية لسحب أنصارها من الشارع، والتوقف لفترة زمنية محدَّدة عن النزول للشارع، والتفرغ لبناء الوطن واستكمال المؤسسات، لتحقيق التمايز الواضح والصَّريح بين المخلصين من أبناء الوطن من السياسيين الشرفاء، والمخربين والمتاجرين بدماء شبابنا، ولرفع الغطاء السياسى عن هؤلاء المجرمين الذين يتلذَّذون بإراقة الدماء ويُوغِلُون فيه، ولنساعد بذلك الأجهزة الأمنية المعنيَّة فى التفريق بين المصلح والمفسد، والثائر والبلطجى، والسياسى والمجرم".

إن على جميع المواطنين القيام بدورهم لحماية ثوراتهم وبلادهم وشعوبهم، كلٌّ حسب إمكاناته وقدراته ودوره المنوط به، ويأتى فى مقدمة هؤلاء العلماء والدعاة وقادة الرأى والفكر؛ لتوعية المواطنين بواجباتهم وحقوقهم، والوسائل الواجبة لحماية مقدَّراتهم، وتبيان الصالح من الفاسد، والنافع من الضار، والكريم من الخبيث.

كما أن على وسائل الإعلام بمختلف أنواعها، أن تُراعِى القواعد المهنية ومواثيق الشرف الإعلامية قبل القانون، والحرص على عدم إثارة الفتن، والتحقق من المصادر قبل النشر.

الجريدة الرسمية