أسباب عدم دعوة شفيق في 3 يوليو !
جاوبنا في مقال الأمس عن السبب الذي نعتقده من تأجيل حوار الفريق شفيق مع الكاتب الصحفي والإعلامي عبد الرحيم علي.. وقلنا إنه لم يكن التوقيت موفقًا، حيث لا يصح وفي ذكرى تنصيب الرئيس السيسي واحتفال أنصاره بمرور عام على انتخابه أن تجري أي قناة حوارًا مع رجل آخر يهتف باسمه البعض بكونه "هو الرئيس" وبما يخلط-عند إذاعة الحوار يومها- أوراق كثيرة ويضع علامات استفهام لا حصر لها يكون الفريق وعبدالرحيم علي وقناته في غنى عنها تمامًا وخصوصًا وجود من ينفخ في النيران، وراجعوا كلام شبكة رصد قبل أيام عن الفريق شفيق وما يسعى له في سلسلة من الألغام الخبيثة كعادة الإخوان، وقد أذيع الحوار أمس بالفعل لتغيير توقيت إذاعته كما قلنا!
وقلنا إننا اليوم سنحاول الإجابة عن السؤال الثاني وهو: لماذا لم يدع أحد الفريق شفيق للعودة إلى مصر عقب 30 يونيو ؟ ولماذا لم يطلب أحد عودته لحضور 3 يوليو أو الاحتفال بها ؟ ونقول:
الجماهير التي خرجت ضد الإخوان جمعت باختصار ما يمكن وصفه بالشامي على المغربي وكنا -وما زلنا-في حاجة إلى وحدتها خاصة أن خطر الإخوان مستمر والمؤامرة الخارجية تمتد خيوطها من أمريكا إلى جنوب أفريقيا ولذلك كنا نلوم على من يشغل هذه الكتلة عن معركتها الأصلية بمعارك جانبية لا وقت لها على الإطلاق.. هذه الكتلة بكاملها كانت ستتفتت مبكرًا جدًا إن تمت دعوة الفريق شفيق للحضور إلى مصر وقتها..
إذ سيبدو الأمر وقتئذ أن الفريق شفيق وكأنه من خطط ومن دبر ومن أدار استجابة الجيش للتحرك الشعبي الواسع وأنه عائد لتولي الرئاسة ! وإلى اليوم ورغم الاختلاف الجذري بين سياسات السيسي ومبارك لا في الموقف من الإخوان ولا في تعمير سيناء ولا في الموقف من أمريكا ولا في الموقف من روسيا ولا في الموقف من أفريقيا ولا في الموقف من الفقراء والتوسع في دور وزارة التموين والدعم الحقيقي للفقراء.. نقول إنه ورغم كل ذلك ما زال البعض يتهمه بأنه يسير على خطى نظام مبارك!! فما بالكم لو تم ذلك في بداية طرد الإخوان وهم يستعدون للتجمع في كل من رابعة والنهضة ويجمعون رجالهم من كل مكان !
كان النجاة بــ 30 يونيو ضروريًا وعدم تلوينها بأي لون أو بالتلميح بانتمائها لأي اتجاه حتميًا واستكمال مسارها بقوة الدفع الأولى وحتى انتخاب السيسي بل حتى اليوم أمرًا لا بديل له!
السياسة وسلامة الأوطان ونجاح الأعمال الكبيرة -يا سادة- هي أشياء لا تعرف العواطف.. وأخيرًا نكرر وللمرة الألف: السياسة -كما نؤمن- هي فن ترتيب الأولويات !