«الغموض» يحيط بنظام «الأسد» بعد سقوط اللواء «52».. الجماعات الإرهابية تنجح في إنهاك الجيش السوري.. والمعارضة تتوحد لحصار «بشار».. وحرب عصابات تسقط «بصري ال
تظل الأوضاع الميدانية على الأرض في سوريا محاطة بالكثير من الغموض وسط تأكيدات القوات الحكومية إحكام قبضتها على الأمور، وفي نفس الوقت يخرج مركز إعلام داعش يوميا ليعلن سقوط مدينة والسيطرة على أخرى، كان آخرها سقوط اللواء 52 بالجيش السوري، وهو ما وصفه محللون بأنه سيغير كافة الموازين، ويعني بدء سقوط النظام السوري.
فمنذ أن بدأت الحرب السورية قبل أربعة أعوام ومع توسع تنظيم داعش الإرهابي في داخل الأراضي السورية، ظل الجانبان يروجان لانتصارهما ونجاح عمليات كل منهما ضد الآخر ويؤكد أنه المسيطر الرئيسي على الدولة.
خسائر الجماعات المسلحة
الجماعات الإرهابية المسلحة في سوريا تعرضت لخسائر عسكرية بالجملة خلال عام 2014، ولكنهم تمكنوا من تغيير الوضع في الأشهر الخمس الماضية من العام الجاري لصالحهم نتيجة إنهاك قوى الجيش السوري من الحرب المستمرة منذ 4 أعوام.
ومن جهة أخرى اتجهت المعارضة السورية في الأيام الأخيرة إلى التوحد وحصار الأسد، بتوسيع سيطرتها على مناطق القتال في الأماكن الخاضعة لقوات الأسد جنوبًا وشمالًا، وامتدادًا للساحل الموازي للحدود التركية.
وساعد التحالف بين الجماعات المتطرفة في تراجع خطر تقدم قوات النظام السوري في ريف حلب على وجه الخصوص والذين استعادوا كل المناطق التي سيطر عليها النظام خلال 2014 في الأشهر القليلة الماضية كما أنهم خرقوا خط الدفاع القوى للنظام باختراقهم لمبنى المخابرات الجوية والمباني العسكرية المحيطة به.
حرب عصابات في الجنوب
أما الجنوب السوري فيشهد حرب عصابات تقودها ما يسمى بـ "قوات الجبهة الجنوبية"- ائتلاف من 50 فصيلا معارضا- تسببت في هزائم متكررة لقوات النظام السوري وخصوصا بعد السيطرة على مدينة بصري الشام والتي تعتبر حلقة الوصل بين محافظتي درعا والسويداء وتمثل أهمية كبرى للنظام.
كما تمكنت جماعتا جبهة النصرة وأحرار الشام من السيطرة في مارس الماضي على أكبر معسكرات النظام السوري في إدلب وحاصروا مطار أبو الظهور العسكري، آخر مطارات النظام في المحافظة، وبعدها أطلقوا عملية عسكرية للسيطرة على المحافظة بشكل كامل بمشاركة جيش الفتح الذي يضم عددا كبيرا من الفصائل الإسلامية.
وبعد تحقيق كل تلك المكاسب على الأرض استغل المتطرفون انهيار معنويات الجنود السوريين في تحقيق المزيد من التمدد فاستهدفوا اللواء 39 في الغوطة الشرقية بريف دمشق بعدها شنوا هجوما مفاجئا على ريف حلب الجنوبي وسيطروا على طريق الإمداد الوحيد لقوات الأسد غربي حلب بعدها دخلوا تدمر في 20 مايو وبهذا يقطع الإمداد نهائيا عن قوات الأسد الموجودة في دير الزور ومطارها العسكري ويمثل تهديدا قويا على مدينتي حمص وحماة.
اللواء 52 بداية سقوط الأسد
وكان سقوط اللواء 52 آخر هزيمة لحقت بالجيش السوري وتعتبر بداية لسقوط النظام فعليا كما رأى المحللون حيث إن اللواء هو أقوى ألوية الجبهة الجنوبية من حيث التسليح والمساحة الجغرافية كما أنه ثاني أكبر لواء في سوريا لأنه يربط ريفي درعا والسويداء، ويشكل بالتعاون مع مطار "الثعلة" العسكري في غرب مدينة السويداء خط الدفاع الأول عن قواعد النظام في المدينة وهو مما يعني أن قوات النظام وأجهزته المتمركزة في درعا قد أضحت بحكم المحاصرة الآن.
التحول في الوضع الميداني بسوريا ليس من شأنه أن يكتب نهاية الصراع ولا حتى يعني اقتراب لحظة الحسم لصالح أحد الطرفين ولكنه فرض واقعا جديدا غير الذي امتلأت به وسائل الإعلام طوال أعوام الحرب الماضية فلأول مرة يظهر النظام السوري في وضع ضعيف، مستنزف، يبذل كل جهده في الدفاع عن بقائه كما أنه يفشل للمرة الأولى في أن يقنع حلفاءه بأن كل شيء على ما يرام وأنه يسيطر على الأمور.