بالتفاصيل.. زيارة «قيادي حماساوي» للدوحة لبحث تهدئة طويلة الأمد مع إسرائيل.. مبعوث أممي يزور غزة سرًّا ويسلم الاحتلال مقترحات الحركة.. ومحلل إسرائيلي: تل أبيب الرئة المركزية لحكم «حماس&
تُجري حركة حماس اتصالاتها، على قدم وساق، للتوصل إلى هدنة طويلة الأمد مع الكيان الصهيوني، ما دفع القيادي في حركة حماس، موسى أبو مرزوق، للذهاب إلى قطر عن طريق معبر رفح، بموافقة من مصر.
وذكرت صحيفة «معاريف» العبرية أن سفر أبو مرزوق إلى الدوحة، جاء بعد عدة أسابيع من زيارته السابقة لها، وأنها جاءت هذه المرة بعد زيارة شخصيات أوربية مهمة قطاع غزة بهدف دفع المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل من أجل الإعلان عن تهدئة تستمر عدة سنوات، وربما بين 3 حتى 5 سنوات.
وأشارت الصحيفة إلى أن "أبو مرزوق" هو الذي وقع على اتفاق التهدئة بعد عملية "الجرف الصامد" الأخيرة على قطاع غزة.
القوى السلفية
وأكدت «معاريف» أن كلا من حماس وإسرائيل معنيتان باتفاق التهدئة لمواجهة القوى السلفية، التي أعلنت عن تأييدها لـ"داعش".
وأوضح التقرير أن "أبو مرزوق" وصل إلى الدوحة ومعه مسودة الاتفاق مع إسرائيل، وهي التي أعدها وزير الخارجية البلغاري السابق، نيكولا ميلادنوف، الذي زار غزة قبل أيام واجتمع سرًا مع قادة حماس.
وكشف موقع "واللا" العبري تفاصيل لقاء مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط "نيكولاي ملادينوف"، الأربعاء الماضي، مع "أبو مرزوق"، حيث جرى الكشف عن زيارة المبعوث الأممي لغزة سرا دون الكشف عن تفاصيل لقاءاته مع حركة حماس حيث استمرت الزيارة لعدة ساعات.
إسرائيل تتسلم مقترحات حماس
وبحسب الموقع، فقد سلَّم "أبو مرزوق" المبعوث الأممي ودولة قطر مقترحات من قبل حركة حماس لتثبيت التهدئة والاتفاق على أنها ستكون تهدئة طويلة الأمد، حيث قام المبعوث الأممي ومبعوث قطري بتسليم "إسرائيل" التصورات الخاصة التي تراها حماس لتثبيت التهدئة طويلة الأمد.
ونقل الموقع عن مسئول عسكري إسرائيلي كبير قوله إن "حركة حماس تريد تحسين ظروف الحياة المعيشية للغزيين بالقطاع، كما أنها تطالب ببناء ميناء بحري عائم، مضيفا: "أن حماس ترغب بتحسين العلاقة مع إسرائيل، لكن من خلال وسيط وليس بشكل مباشر".
وقال الموقع إن "الاقتراح الذي قدمته حماس عبر المبعوث الأممي في الشرق الأوسط ليس الأول من نوعه بل إنها قدمت مثله عقب الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة عبر وسطائها القطريين والأتراك".
وأضاف الموقع أن الاقتراح المقدم من قبل حركة حماس للقطريين والأتراك هو ذاته تقريبا حيث تريد حماس الاتفاق على تهدئة شاملة وكاملة تبدأ بالاتفاق على مدة خمس سنوات يجري تمديدها تلقائيا مقابل سماح إسرائيل ببناء ميناء بحري عائم يستقبل السفن المحملة بالبضائع للقطاع مع إيجاد آلية للرقابة الإسرائيلية على الميناء.
زيارة مبعوث قطري لإسرائيل
وأوضح الموقع أن المبعوث القطري زار إسرائيل قبل أيام والتقى منسق عمليات جيش الاحتلال "يؤاف مردخاي" وبحث معه المقترح المقدم من حماس ومدى إمكانية تنفيذه.
وبحسب "واللا"، فإن قطر وتركيا أعربتا عن استعدادهما ليكونا وسطاء اتصال بين حماس وإسرائيل في تنفيذ كل إجراءات وقضايا التهدئة طويلة الأمد حال الاتفاق عليها.
من جانبه، رأى المحلل الإسرائيلى، آفي يسخاروف، أن هناك اعترافًا إسرائيليًّا بأن حماس لم تطلق الصواريخ باتجاه الجنوب، على الرغم من أن الاحتلال صرح رسميًّا بأنه يرى حركة حماس مسئولة عن إطلاق الصواريخ.
إسرائيل وحكم حماس في غزة
ويرى "يسخاروف" هذا التصريح "دراماتيكي"، لكن بموازاة ذلك خالي المضمون، ليس لأن حماس ليست مسئولة عن الإطلاق فقط، بل لأن حكومة بنيامين نتنياهو الرابعة معنية بالحفاظ على حكم التنظيم في القطاع.
وأضاف: "أن الرد الإسرائيلي الذي جاء على هيئة قصف مواقع فارغة لحماس انتهى كما هو متوقع دون إصابات، وحماس باتت تعلم ماهية هذا السلوك: تسقط الصواريخ على إسرائيل فيخلي التنظيم مواقعه وتقصف إسرائيل مواقع خالية، ومن ثم تعود الحياة إلى طبيعتها حتى الجولة الصغيرة المقبلة".
ونقل المحلل عن جهات أمنية، لم يسمها أن التقارير الإسرائيلية أكدت أن صناع القرار في تل أبيب اهتموا بوصف خلفية إطلاق الصاروخين، وأشاروا إلى المعارك الدائرة بين حماس والمجموعات السلفية في قطاع غزة، وكأنهم تحولوا للحظة إلى محللين فلسطينيين.
كما أكد "يسخاروف" أنه ربما يزعم سكان الجنوب بأنهم ليسوا مستعدين أن يصبحوا رهائن للمواجهات بين المنظمات داخل القطاع، ولكن هذا هو الأمر الواقع.
وتابع أن من المفارقات في الأشهر الأخيرة، أن إسرائيل هي الرئة المركزية لحكم حماس في غزة، وأكثر من ذلك هي الجهة الوحيدة في المنطقة، والوحيدة في العالم، المعنية بالحفاظ على حكم حماس في القطاع.
«شهر عسل بين التنظيم والاحتلال»
ووصف «يسخاروف» العلاقات بين حماس وإسرائيل بـ«شهر عسل»، ولكن خسارة أن المنظمات السلفية تعمل على إفساده، على حدّ وصفه.
وكشف أن المحادثات بين حماس وإسرائيل حاليًا تتمحور حول إعادة جثث الجنود الإسرائيليين، والتوصّل لاتفاق وقف إطلاق نار طويل الأمد.