رئيس التحرير
عصام كامل

"تسرب البقع الزيتية" الخطر البيئي المقبل.. مخلفات عمليات التكرير أهم أسبابها.. تزايدت في مصر بداية من 2010.. التهاون في التعامل معها يخل بالمنظومة البيئية.. تفتيتها كيميائيا أفضل طرق المواجهة


تتكرر يوميا، حوادث تسرب البقع الزيتية في مياه البحر الأحمر ونهر النيل، والتي تنتج عن عدة أسباب على رأسها مصافي النفط ومخلفاتها الناتجة من عمليات التكرير، وقيـام بعض ناقلات النفط بتفريـغ محتوىات صهاريجها من المخلّفات البتروليّة فـي المياه، وغرق الناقـلات النفطية المحمَّلة بالنفط أو اصطدامها بالسفن الأخرى.


أضرارها
وفيما يتعلق بأضرار حوادث تسرب البقع الزيتية في مياه البحار، أكد الدكتور ضياء القوصي، خبير المياه الدولي، في تصريح خاص لـ"فيتو"، أنه في حالة التهاون في التعامل مع تسرب البقع الزيتية، يتم الإضرار بالكائنات البحرية الموجودة بالمياه، وهو ما سيؤدي إلى الإخلال بالمنظومة البيئية، مضيفًا أن منطقة رأس غارب بالبحر الأحمر واحدة من أكثر المناطق التي تتعرض لتسرب بقع زيتية.

أشهر حوادث تسرب الزيت
وتزايدت حوادث تسرب البقع الزيتية، بداية من عام 2010؛ فقد شهدت منطقة أسوان غرق ناقلة نهرية في سبتمبر 2010، ما أدى إلى تسرب أكثر من مائه طن من زيت الغاز "الديزل أو السولار" النفطية، وتسبب ذلك في تهديد سلامة مياه الشرب في المنطقة.

وفي أكتوبر 2012، اكتشف المواطنون والصيادون في مدينة ادفو بمحافظة أسوان، ظهور بقعه زيت بطول 6 كيلو، بسبب مخلفات المصانع في المنطقة.

وكان عام 2013، شاهدًا على تسرب بقعة زيتية بطول 2 كيلو متر بنهر النيل، من أمام مأخذ مرفق مياه قرية الحلفاية التابعة لمركز نجع حمادي شمال محافظة قنا.

وفي مارس 2015، شهدت مدينة إيتاي البارود بمحافظة البحيرة، انقلاب سيارة محملة بالمياه البترولية في مياه النيل ما أدى إلى تسرب بقعة زيت.

وأخيرًا، وقبل يومين، أعلنت وزارة البيئة عن تسرب لبقعة زيتية بمياه البحر الأحمر بمدينة رأس غارب بطول 500 متر متقطعة وعرض 200 متر، وهو ما دفع بالدكتور خالد فهمي وزير البيئة، إلى إصدار توجيهاته بسرعة اتخاد الإجراءات اللازمة للسيطرة على هذا التلوث.

وفيما يتعلق بهذا الحادث أيضًا، قالت الدكتورة كوثر حفنى، رئيس الإدارة المركزية للأزمات والكوارث البيئية، إن لجنة من الفرع الأقليمى لجهاز شئون البيئة بالغردقة ومحميات البحر الأحمر قد تحركت لمعاينة التلوث وتبين من المعاينة أنه عبارة عن بقع زيتية على الشاطئ ولا يوجد بالمنطقة أي منشآت سياحية، حيث أنها منطقة غير مستخدمة ويتكرر التلوث بها نظرا لطبيعتها الجغرافية والتي تساعد على تجميع الملوثات بها، وقد تم اخذ عينات من التلوث لتحليلها بمعمل بصمة الزيت بفرع السويس لمقارنتها بالمصادر المحتملة بالمنطقة للتعرف على المتسبب لاتخاذ الإجراءات القانونية حياله.

وسائل المواجهة
وحول وسائل التخلص من البقع الزيتية، قال الدكتور أحمد فوزي كبير، الخبير المائي بالأمم المتحدة وأستاذ الموارد المائية، في تصريح خاص لـ"فيتو"، إن مصر تمتلك كافة الوسائل المتقدمة لسحب البقع الزيتية ومواجهة أخطارها، مشيرًا إلى أن وسائل سحب هذه البقعة تتمثل في الطرق الميكانيكية المعتمدة على وسائل الشفط، والطرق المعتمدة على رش بعض المواد الكيميائية التي تساعد في تفتيت هذه البقعة.

إجراءات وزارة البيئة
ومن جانبها أكدت الدكتورة كوثر حفنى، رئيس الإدارة المركزية للأزمات والكوارث البيئية، أنه في حالة تسرب بقع زيتية في مياه البحر الأحمر، تقوم وزارة البيئة بإبلاغ الهيئة العامة للبترول لاتخاذ الإجراءات اللازمة؛ والتي في معظم الأوقات تقوم بتكليف الشركة العامة لدفع فرق مكافحة التلوث لإزالته من على الشاطئ باستخدام العمالة اليدوية، وذلك طبقًا للمعايير والدلائل الإرشادية الصادرة من وزارة البيئة لخطة الطوارئ الوطنية لمكافحة حوادث التلوث البحرى بالزيت.
الجريدة الرسمية