السبب الحقيقي لمنع حوار الفريق شفيق!
بعد صمت طويل وفي حوار عاصف للفريق أحمد شفيق أمس على "الأوربت" للأستاذين عمرو أديب وخالد أبو بكر، أبدى الفريق اندهاشه الشديد مما وصفه بـ"منع" حوار له وتساءل عما أسماها الجهات التي منعت الحوار في حين "تسمح" في الوقت نفسه بمهاجمته في صحف ووسائل إعلام أخرى!
وقبل الإجابة عن تساؤل سيادة الفريق، نشير إلى أننا وفي المكان نفسه، أشرنا في 3 مايو الماضي وفي مقال بعنوان "خيوط المؤامرة على السيسي ودور أحمد شفيق"، أثار جدلا واسعا، إلى أن الفريق شفيق سيكون الأيام القادمة محورا لمحاولات مختلفة لأطراف عدة ستحاول - نكرر ستحاول - الدفع به إلى واجهة الأحداث من أجل رغبتها - نكرر من أجل رغبتها - لشق الصف في مصر!
وقلنا إن هذه هي الطريقة الوحيدة أمام قوى معادية لمصر، تدرك تمامًا أن عودة الإخوان للسلطة مستحيلة، وتدرك أيضا أن تخلي الشعب المصري عن السيسي بشعبيته الجارفة مستحيل أيضًا، والحل - عند هذه القوى المعادية - هو مغازلة الشعب المصري بشخصية محبوبة لديه، وعندها رصيد شعبي ومحل احترام من الجيش وقبول من أطراف عربية!
وكان أهم ما قلناه إن المؤامرة ستفشل ولن يقبل أحد بشق صف المصريين، كما أن أبناء مصر الشرفاء ممن تربوا في القوات المسلحة لن يقبلوا بأن يوظفهم أحد!
وبعد أيام من المقال، بدأ ما توقعناه وتناولت صحيفة شهيرة في موضوعها الرئيس وبتصورها أو بمعلوماتها الأمر كله، وبما استدعى تكذيبه من محامي الفريق بل إبلاغ النائب العام ضد الصحيفة، واستمر التناول حتى أمس، وما نشرته شبكة رصد الإخوانية عن المعنى ذاته في خبث لا مثيل له!
نعيد نشر ما سبق حتى نفهم المناخ الذي تم فيه حوار الأمس مع الفريق.. ولا يمكن أن يتم الحوار في برنامج مسائي مع شخصية بحجم أحمد شفيق دون التنسيق المبكر معه شخصيا أو مع مساعديه، ومن المؤكد أن هناك من الوقت الكافي ما يسمح بعلم الأجهزة المصرية، ولو كان في نيتها أي رغبة لمنع الحوار لتدخلت بشكل أو بآخر لمنعه وهو ما لم يتم أصلا!
لماذا إذن منع الحوار الذي أجراه الأستاذ عبد الرحيم علي، على قناة العاصمة، ولم يذع رغم التنويه عنه؟.. نقول:
من الوقائع فالحوار سجل فعلا.. وأن التنويه عنه تم فعلا.. ثم ويبدو من السياق، أن قرارا ما صدر من جهة ما لمنع إذاعته، وكان منعه ضروريا لسبب مهم جدا وهو أنه لا يليق ومصر تحتفل بمرور سنة على تنصيب السيسي رئيسا، أن يكون الحوار الأساسي على فضائية مصرية، وبتنويه مكثف، لشخص آخر كان منافسا على الرئاسة من قبل!!.. وإلا فما هي الرسالة المطلوب توصيلها للناس إذن؟.. هكذا سيتساءل الكثيرون!!.. وعن الاحتمالات والشائعات الممكنة وقتئذ فحدث ولا حرج، خصوصا إن دخل الإخوان على الخط كعادتهم وأشعلوا مواقع التواصل بأكاذيبهم وشائعاتهم!
المهم أيضا: من هي الجهة التي منعت الحوار وأشار إليها الفريق؟.. هل هي جههة تداركت الأمر ودلالته فأقنعت عبد الرحيم علي بإلغاء فكرة إذاعة الحوار وقبل على الفور لاقتناعه بوجهة النظر التي بدت له وجيهة؟.. أم أن إدارة القناة هي من فعلت ذلك وتراجعت في اللحظات الأخيرة بعد اقتناعها أن الحوار في هذا التوقيت لا يليق، وخصوصا أن السيسي نفسه لم يحتفل بذكرى تنصيبه في حوار تليفزيوني طويل لا من جزء واحد ولا من جزئين؟!.. أم أن الأستاذ عبد الرحيم علي من نفسه قرر عدم إذاعة الحوار؛ استدراكا للأمر، وأنه لا ينبغي بحال أن يكون في الصورة في هذا الأسبوع - وهذا الأسبوع تحديدًا في العام كله - إلا الرئيس الذي اختاره المصريون، وهو من أنقذهم في لحظة تاريخية فاصلة من الضياع هم ووطنهم الحبيب!
أيًا كان من هو الذي أنقذ الموقف دعونا غدا نجيب عن سؤال الفريق شفيق الثاني والمهم، وهو: لماذا لم يدعه أحد في مصر للحضور للمشاركة في 3 يوليو 2013 ليشهد بنفسه مع المصريين وبعد نجاح 30 يونيو، لحظات زوال حكم الإخوان، وقد كان هو المنافس الحقيقي والرسمي لحكم الإخوان؟.. انتظرونا!