رئيس التحرير
عصام كامل

«فورين بولسي»: انتصارات داعش تجبر المجتمع الدولي على الاعتراف به.. الجيش العراقي يفتقد القوة القتالية المؤثرة على الأرض وإفلاس الجهود الأمريكية.. الولايات المتحدة احتوت حركات ثورية أثبتت بقا


ناقشت مجلة فورين بوليسي الأمريكية الخطوات التي يجب اتخذها في ظل الانتصارات التي يحققها تنظيم داعش، والخوف من تحقيق مزيد من التقدم وأن تنتشر داعش كالنار في الهشيم في المنطقة، لتصل من بغداد إلى الرباط.


إفلاس الجهود الأمريكية
وأشارت المجلة إلى أن بغداد ليس لديها القدرة على شن هجوم مضاد ناجح، وأن الجيش العراقي لا يمتلك قوة مقاتلة ذات مغزي، ما يكشف إفلاس الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة لتدريب القوات العراقية، ويمثل أيضا فشلا جماعيا من القادة الذين قادوا هذه الجهود وما زال تقييمهم للأوضاع متفائلا.

ما يعني أنه يجب أن يكون هناك تدخل أجنبي على نطاق واسع وهذا لن يحدث إلا إذا كونت الدول العربية تحالفا من الآلاف من قواتهم ومشاركتهم في المعركة لأن الولايات المتحدة لا يجب أن تقوم بهذا القتال.

احتواء داعش
وأوضحت المجلة أن الولايات المتحدة يجب أن تتعامل مع داعش مثلما تعاملت مع غيرها من الحركات، مشيرة إلى أن داعش متعطش للدماء وسياسته بشعة وجذب التنظيم نحو 25 ألف مقاتل أجنبي من مختلف بلدان العالم.

مقاتلون أجانب
ولفتت المجلة إلى أن داعش يحارب تحت رايته العديد من المسلمين الغربيين، ما يؤكد الدعم الكبير لرسالة الجهاد المتطرف ليس فقط في بلاد المسلمين وإنما أيضا أن تتخطى هذه الرسالة إلى داخل الدول الغربية.

حكومة شرعية لداعش
ورأت المجلة أنه إذا استمر هذا الوضع لداعش فمن الممكن الاعتراف بها كدولة شرعية مع مرور الوقت، على الرغم من أن المجتمع الدولي حاول عزل الحركات الثورية على مر التاريخ ولكن في بعض الحالات اعترف بها على مضض بعد أن فرضت قوة بقائها في السلطة.

وأعطت المجلة أمثلة على رفض القوى الغربية لاعتراف ببعض الثورات ثم اعترفت بها ومن بينها رفض القوى الغربية الاعتراف بالاتحاد السوفيتي لعدة سنوات بعد الثورة البلشقية عام 1917 ثم اعترفت به الولايات المتحدة عام 1933، ولم تقيم الولايات المتحدة علاقات دبلوماسية مع الدولة الأكثر سكانا في العالم وهي الصين حتى عام 1979 أي بعد 30 عاما كامل من تأسيس جمهوية الصين الشعبية، ونظرا لهذه السوابق فيمكن أن نرى الصين عضو شرعي في المجتمع الدولي ولديه مقعد دائم في الأمم المتحدة.

المحكمة الجنائية
وأضافت المجلة أن الأسلوب الهمجي لداعش من استعباد النساء وتعذيب المدنيين وقطع رءوس الرهائن يجعل التنظيم من الدول غير المتحضرة ويجعلها في النهاية في قفص الاتهام للمحكمة الجنائية الدولية.

تابعت بأنه من الدروس المثيرة للسخرية عبر التاريخ التوسع الأمريكي في جيمع أنحاء أمريكا الشمالية حيث تم اغتصاب الهنود وتجويعهم وقتلهم، وما فعلته جمهورية الصين الشعبية والاتحاد السوفيتي والمملكة المتحدة سابقا جميعهم دروس من التاريخ ونجوا من وضع هذه الدول في المحكمة الجنائية الدولية وهم الآن مجتمعات مرموقة.

مهمة الولايات المتحدة
ونوهت المجلة عن أن داعش في حال نجاحه بالتمسك بالسلطة وعزز مكانته على الأرض سيحتاج العالم إلى تدريس ما فعله في وقائع الحياة بالنظام الدولي وستكون مهمة الولايات المتحدة التنسيق والعمل مع الفاعليين المحليين مثل المملكة العربية السعودية والأردن وتركيا لأخذ الدور القيادي لمحاربة داعش وتقويضه من الداخل.
الجريدة الرسمية