ننشر تفاصيل لقاء «محلب» بأعضاء الجالية المصرية بجنوب أفريقيا
التقى المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، بممثلي الجالية المصرية في جنوب أفريقيا، وذلك بحضور وزير الخارجية، والسفير المصرى بجنوب أفريقيا، وذلك على هامش مشاركته في اجتماع القمة الأفريقية الخامس والعشرين بجوهانسبرج في جنوب أفريقيا، نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي.
واستهل رئيس الوزراء اللقاء بنقل تحيات الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الجالية، مؤكدا اهتمام رئيس الجمهورية الدائم بالوقوف على أحوال أبناء مصر في الخارج، وتقديره لدورهم في دعم بلدهم الأم.
وأكد رئيس الوزراء أن المصريين في الخارج جزء من نسيج الشعب المصرى، مشيرا إلى أن المصريين جميعا كيان واحد لا فرق فيه بين مسلم أو قبطى، وأن ما يحدث اليوم بمصر من حركة بناء وتنمية أمر عظيم.
وأوضح المهندس إبراهيم محلب أن قوى الإرهاب أرادت تدمير مصر، إلا أننا انتصرنا على الإرهاب وسنقضي عليه تماما بفعل تلاحم أبناء الشعب المصري، فلا يمكن لأحد تغيير هوية الشعب المصري، الذي أثبت أنه شعب لديه إرادة ومعه قائد الآن لديه رؤية.
وتناول محلب خلال اللقاء خطوات خارطة الطريق السياسية في مصر، مشيرا إلى أنه يجري حاليا التحضير لعقد انتخابات مجلس النواب، مشيرا إلى اهتمام الحكومة بالإصلاح الاجتماعي إلى جانب الاهتمام بالإصلاح الاقتصادي.
وقال: الحرب على الإرهاب ليست قاصرة على الصعيد الأمني وحده، فقد أطلق الرئيس دعوته التي لاقت ترحيبا عالميا للقيام بثورة دينية لتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الدين، وتصويب الخطاب الدينى، وإنقاذ الشباب من براثن التنظيمات المتطرفة التي تؤصل لرفض الآخر، وتبث الحقد.
وأضاف: لن تكتمل هذه المسيرة دون تكامل كل جهود الشعب والحكومة المصرية داخليًا وخارجيًا بحيث تؤتى ثمارها المرجوة وفى مقدمتها تعزيز التعاون بين مصر (حكومة وشعبًا)، وأبناء مصر في الخارج لدعم جهود التنمية الوطنية من خلال عدة ركائز أهمها الاستفادة من خبرات أبنائنا في الخارج لتحقيق تنمية اقتصادية، وصناعية، وتكنولوجية في مصر، وضمان مشاركتهم على المستوى السياسي، كما دعاهم أيضا إلى الاستثمار في مصر، والمساعدة في نقل الخبرات اللازمة لتحقيق التقدم الاقتصادى والعلمى في وطنهم الأم.
وقال: أنتم أبناء مصر في الخارج تمثلون مصر بتصرفاتكم وسلوكياتكم، ولذلك فعليكم واجب كبير لتقديم صورة مشرقة ومشرفة عن مصر، ولتعزيز أواصر الصداقة بين الشعب المصرى وشعوب العالم، إذ إن الجاليات المصرية في الخارج هي جسر التواصل الرئيسى بين الشعب المصرى، وأبناء الدول المقيمين بها، كما أن أبناءنا بالخارج عليهم دور مهم في توضيح ما يحدث في مصر للرأى العام الخارجى، وللمقيمين هنا من خلال تفاعلكم مع المجتمع الجنوب أفريقى لتعزيز صورة مصر الحضارية والحقيقية ليس فقط في هذا البلد بل فى القارة الأفريقية بأسرها، وبما يمكنكم من الاضطلاع بدوركم كسفراء للدبلوماسية الشعبية المصرية في مواطن إقامتكم.
وأكد رئيس الوزراء أن الدور المصري الرائد في أفريقيا قد عَاد بقوة، وشهدت علاقات مصر مع دول القارة طفرة كبيرة خلال الفترة الأخيرة، وسنحرص على البناء على ذلك خلال الفترة القادمة، لذا فإن دور الجاليات المصرية في أفريقيا في غاية الأهمية خاصة بالنسبة لتنمية العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين مصر وتلك الدول.
وأشار رئيس الوزراء إلى جهود الإصلاح الاقتصادي بمصر وما يتم اتخاذه من إجراءات من أجل توفير الأجواء الاستثمارية المناسبة، بهدف رفع معدلات النمو الاقتصادي وتوفير معيشة أفضل للمواطنين، مؤكدا أن الدولة تسعى للاستفادة بقوة من العناصر الشبابية خاصة أن مصر تتمتع بأن نسبة كبيرة من سكانها من الشباب، مؤكدا أن استقرار مصر استقرار للمنطقة والعالم، وأوضاعنا الآن أفضل بكثير مما يحيط بِنَا من بلدان.
وتناول رئيس الوزراء الأوضاع الاقتصادية مشيرا إلى نجاح مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي، وموضحا أن ما تم الاتفاق عليه خلال المؤتمر من مشروعات يتم العمل على تفعيلها حاليا، مؤكدا في الوقت نفسه اهتمام الدولة بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة، والسعى لتوفير تأمين صحي على أعلى مستوى للمواطنين، إضافة إلى تعزيز برامج الضمان الاجتماعي، وتطبيق منظومة الخبز.
وشهد اللقاء عدة مداخلات من ممثلي الجالية، كما أشاد الحضور بنشاط الرئيس عبد الفتاح السيسي وحكومته وعملهما المتواصل من أجل الوطن والمواطن، حيث أكد راعي الكنيسة بجنوب أفريقيا أن ما يحدث في مصر أشبه بمعجزة، والرئيس عبد الفتاح السيسي يعطي مثل حي لما يجب أن يكون عليه التفاني في العمل والعطاء، مؤكدا أن مصر بخير والمصريين في الخارج يشعرون بالتفاؤل، كما طلب رئيس اتحاد المصريين في الخارج إتاحة الفرصة للمصريين في الخارج بالمساهمة في جهود تعزيز الاقتصاد المصري والمشاركة في المشروعات التنموية، فأشاد رئيس الوزراء بهذه الروح وأشار إلى أنه يمكن لهم التبرع من خلال صندوق تحيا مصر في المشروعات التي يتم تنفيذها من خلاله.
ومن ناحية أخرى أشار وزير الخارجية إلى أن المصريين في الخارج هم خير سفراء لمصر بالخارج، مؤكدا دورهم الكبير في توضيح حقيقة الأوضاع بمصر وإظهار التلاحم الحقيقي بين أبناء الشعب، كما قدم لهم الشكر على ارتباطهم بوطنهم، وأكد بذل السفارات بالخارج المزيد من التواصل مع أبناء الجاليات وتقديم كل العون لهم.
ونوه أحد الحاضرين في نهاية اللقاء إلى بعض المواقف التي تحدث بين شخص مسلم وآخر مسيحى، وهو ما يستدعى تدخل الدولة، فقاطعه محلب لتأكيد أن هناك وطنا واحدا يضم المصريين، ولا فرق فيه بين مسلم أو قبطي، بل هو مواطن مصرى، والقانون فقط هو الفيصل بين أي خلاف بين المواطنين المصريين، بصرف النظر عن أي شىء، مشددا على أنه لن يستطيع أحد الدخول بين المصريين بدعوى مسلم ومسيحى، فنحن نسيج واحد، مصريون وفقط.