الوصايا "العشرة" لخروج ساويرس من الحفرة
يعرف اليهود والمسيحيون والمسلمون الوصايا العشر، فهى الدستور الإلهى الذى حال بيننا وبين الكفر بالله، ومنعنا من عبادة الأصنام والأوثان، وأمرنا ألا نقسم بالله باطلا، وعلمنا أن نكرم أبوينا، ولا نزنى، ولا نقتل، ولا نسرق، ولا نشته ما لغيرنا، ولا نشهد زورا .. هكذا عرفنا جميعا الوصايا العشر التى نزلت من السماء، غير أن الحياة الدنيا تفرض علينا أن نعتاش بوصايا أخرى دون أن ننكر الأصل.
ورجل الأعمال نجيب ساويرس، واحد من المصريين الذين حفرت لهم حفرة لإسقاطهم فيها، ولأننا نعيش عصر الإخوان، فإن لهم وصايا تغاير وصايا الرب، وعلى كل من أراد العيش داخل هذا الوطن دون أن يُهجر أو يطرد، أو يطارد، أو.. فجأة تخرج له قضية كسب غير مشروع، أو هدية من هدايا الأهرام، أو عمولة إعلان فى صحيفة قومية، أو أن يكون ذات يوم.. قد مر بإخوانى، ولم يلق عليه السلام فى عصر كان إلقاء السلام عليهم جريمة كبرى.
ولأننى أعرف أن نجيب ساويرس صعيدى خام، وغير قابل للتعديل، فإننى أنصحه نصيحة من رأى، ومن رأى ليس كمن سمع، وأقول للصديق نجيب: إن للإخوان وصايا عشر، وفى الأثر يقولون إن وصاياهم عشرين حتى تكون ضعف وصايا السماء، فاحفظ عنى عشرا تخرج على الفور من الحفرة:
أولا: إذا كانت الوصية الأولى فى الناموس المسيحى هى "الرب إلهنا رب واحد"، فإن المغزى ذاته ستجده طرف الجماعة، فإذا ما أردت الخروج من الحفرة فلتعلم إن مرشدك.. مرشدنا واحد اسمه محمد بديع يرتدى نظارة طبية، ويلقى دروسا على مسامع الناس أجمعين، فى مساجد وعلى منابر، فإذا رأيته لابد أن تجلس منه مجلس التلميذ من الأستاذ، واحذرك أن تخالف إرشاده، فقد كان الرجل طوال عمره مرشدا واعيا، علما بأن كلمة مرشد هنا لا تعنى مرشدا للمباحث، ولا مرشدا سياحيا يابانيا، ولا مرشدا للسفن فى قناة السويس، فالرجل جاهل بكل هذه الأمور!
ثانيا: الوصية الثانية فى الناموس المسيحى هى "لا تصنع لك صنما ولا ما يشبهه"، وهنا نقول لك: كلا وألف كلا.. فصنع الأصنام عليك ممنوع، ولكن طاعتك لما نصنع من أصنام أمر واجب وسنة حسنة، فإن صنعنا تمثالا أو صنما فلا تتصور أنه صنم عادى، مثل أصنام الفراعنة المتخلفين وإنما نصنع نحن أصناما من بشر.. تتحرك.. من لحم ودم.. لهم ألسنة يتكلمون فى السياسة، وفى الاقتصاد، وفى السياحة، وأحيانا فى الكرة.. أصنامنا الذين يجب عليك أن تتعاطى معهم.. يقال عنهم مكتب الإرشاد، وكل ما يصدر عن أصنامنا مطاع لا طاقة لك بمخالفته.
ثالثا: الثالثة تقول "لا تحلف باسم الرب باطلا"، والحقيقة أن الجماعة قد حصلت على ترخيص من السماء يتيح لك القسم باطلا على أى شىء، وبأى شىء وفى أى وقت، نعم سنعلمك «المعاريض»، وبموجبها تستطيع أن تحلف باطلا، ونضمن لك الأجر والثواب، والمعاريض والتقيا مبادئ إخوانية يعلمونها لأبنائهم، وتلاميذهم، وأتباعهم، وهانحن نعلمك كيف تكذب وكيف تقسم باطلا دون أن تغرم ولو سيئة واحدة، فالمهم أن تتبع ملتنا، وتتابع طريقة كذبنا، ولا تحاول الاجتهاد، وكما قال عادل إمام، عفا الله عنه، فى الإرهابى "لا تجادل يا أخى".
رابعا: تقول الرابعة "تذكر يوم السبت لتقدسه"، وهنا مكمن الخطر، إذ أن تحديد يوم لتقدسه لا يخدم أغراض الجماعة، فكل يوم يخطب فيه الريس مرسى هو يوم نقدسه لأنه الخليفة والأمير، وكل يوم تخرج فيه ميليشيات الجماعة لتقتل المتظاهرين أمام الاتحادية هو يوم مقدس، وكل يوم تقتل فيه الشرطة الشباب هو يوم مقدس، وكل يوم يشكر فيه السيد الرئيس قوات الأمن على قتلها للشباب هو يوم مقدس، وحتى يخرج عمنا نجيب ساويرس من الحفرة لابد أن يفتح عينه ليأكل ملبن، وملبن الجماعة من صنع تركيا.
خامسا: تقول الوصية الرابعة "اكرم أباك وأمك"، وهنا لابد من نظرة متأنية، فما هى الفائدة من إكرام الأب والأم وقد فرضا عليك فرضًا، فالأحق بالكرم هو مرشدك ونائب مرشدك، وكرم المرشد من كرم السماء، فقد جاد عليك المولى بخمسة وسبعين شركة بالتمام والكمال وعمال وموظفين وخبراء، وصل عددهم حسب معلوماتى ٢٨٠ ألف مواطن مصرى، وكل هذا بالطبع من نعم الله عليك، فكيف تبخل بكام شركة وكام ألف موظف ليكونوا فى معية المرشد ونائب المرشد وأحباب المرشد وأصحاب المرشد وأزواج المرشد.
يا أخى أليس فى عينيك حصوة؟ أتنام شبعانا ومرشدك جائعا؟ ألا تعلم أن من نام شبعانا ومرشده جائعا لا يدخل جنة؟ ألا تعلم أن جنة الإخوان قد طالت رجال أعمال كانت قنواتهم الفضائية لسان حال الحزب الوطنى، ثم أصبحت بفضل وصايانا العشر لسان حال مرسى ومنبر حواراته؟
سادسا: "لا تمارس الزنى"، وإنما مارس الكذب والتضليل والبهتان، اعد واخلف وعدك، قل للناس كلاما وافعل عكسه، قل للجماهير إنك سوف تتنحى إذا ما طلبوا منك ذلك قبل الانتخابات، فإن سألك عمرو الليثى وأنت رئيس هل تستقيل لأن الناس يطالبونك بالرحيل، فرد ساعتها بكل قوة: على جثتى، وابق على قلوبهم مهما كنت ثقيلا، أو كنت فظا، أو غليظ القلب، فالأفضل أن ينفضوا من حولك، والأفضل أن يموتوا بغيظهم، المهم أن تبقى رغما عن أنف الشعب، فالشعب لا يعرف مصلحته، لأننا من يعرف مصلحة الشعب، ومصلحة الشعب أن يئن تحت نير السوط والتعذيب والقهر، لأنه لا شعب إلا شعب الإخوان، ولا دين إلا دين الإخوان.
سابعا: "لا تقتل"، والجملة هنا ليست مطلقة، فالضرورات تبيح المحظورات يا أخى، فأحيانا يكون القتل إنقاذا بعيدا عن جبهة الإنقاذ، اقتل.. ولكن من خارج الجماعة، اقتل الجندى، واقتل كريستى، واقتل جيكا، واقتل كل من يقف ضد الجماعة وأهدافها وتمكينها، واعلم أن هناك فرقا بين القتل الحرام، والقتل اللذيذ، فالقتل اللذيذ هو مبتغانا وغايتنا وملاذنا الآمن، القتل يا نجيب يجلب الخير لمصر، ألم تقرأ شعارنا «نحمل القتل لكل المصريين، ونحمل الجوع لكل المصريين، ونحمل القهر لكل المصريين».
ثامنا: "لا تسرق".. نعم لا تسرق شركة، أو أموالا أو أطيانا، فحكمتنا تقول إن سرقت اسرق جمل وإن عشقت اعشق قمر،
والجمل هنا هو الوطن، اسرق وطنا بأكمله، واسرق ثورة إن استطعت، اسرق أحلام الناس، اسرق آمالهم، اسرق مستقبلهم، ولا تكن مثل هؤلاء الواهمين فى النظام السابق، فقد هلكوا لأنهم كانوا يركزون على الأراضى والاستثمارات فى المساكن، واجعل لنفسك هدفا نبيلا، فسرقة وطن تعنى ما هو أبعد من أوهام رجال الوطنى، الذين ألهتهم الأموال عن تحقيق الهدف الأسمى ألا هو سرقة مصر ببحورها، وأنهارها، وجبالها، ووديانها، وزراعاتها، وأيضا بشرها.
تاسعا: "لا تشهد الزور"، اعلم أن شعارنا هو ما ذكره السلف الصالح الفنان صلاح عبدالصبور فى فيلم الزوجة الثانية "الورق ورقنا والدفاتر دفاترنا"، وعندما ترى نائب المرشد يجالس جون كيرى أو جون ماكين كذب عينيك، واشهد أنه إنما التقاه ليدعوه إلى دين الجماعة، وإلى الانضمام ليكون عضوا فاعلا بها، وإذا رأيت يوما الريس مرسى يسمح للإسرائيليين ببناء حساسات تجسس على حدودنا، قل واشهد بأن الريس إنما ابتنى أول صواريخ تحرير الأقصى، وإذا قال إنه كان خبيرا فى وكالة ناسا لابد أن تقسم أنك رأيته وهو صاعد بسفينة فضاء إلى كوكب الشرقية مسقط رأسه، وإن سمعت المرشد يلقن الريس كلمة القصاص، فلتشهد ساعتها أن ملائكة بملابس "أبيض فى أبيض"، هى من قالت كلمة القصاص.
عاشرا: "لا تشته ما لغيرك"، بمعنى ما تبصش للى فى إيد الغير، ولكن اعلم أننا نؤمن أن الكحكة فى يد اليتيم "عجبة"، وأن فوز حزب النور بمقاعد كثيرة فى البرلمان هو ما فرض علينا تفخيخ حزبهم ومطاردة قادتهم واتهامهم بالفساد، واعلم أن محاولة جبهة الإنقاذ الفوز فى أية انتخابات إنما هو طمع يجب مواجهته، واتهام قادتهم بالعمالة لصالح الشعب المسكين.
ولابد أن يدرك أخونا الجديد فى الجماعة نجيب بن ساويرس، أنه لو حفظ تلك الوصايا العشر فإنه على الفور سيصير مواطنا صالحا، ودافعا للضرائب، وسيفوز بكنز تقوى الجماعة، ولن نطارده بضرائب، أو بملفات لايزال لدينا منها الكثير والكثير !!!